هل لاحظتم النقلة النوعية كيف كنا في الماضي القريب نتداول العديد من قصص جلد الذات من خلال انتشار المقاطع والنكات التي وجدت أرضًا خصبة في عقول أصحاب الهواتف الذكية ومفوهي جلسات المقاهي والاستراحات عن طريق ترويج كل رسالة فيها جلد للذات من خلال المقارنات وشعار تلك القصص والمقاطع والنكات (هم وين) و(نحن وين) مع الكثير من البهارات القصصية المختلفة والمختلقة، فهذ الباب من النكات موجه للشباب، وآخر للفتيات، وأبواب عدة للفتك بالأسرة عن طريق قصص محبوكة بخبث تتحدث عن العلاقات الاسرية بسلبية ممزوجة بفكاهة سوداوية وجدت من يروج لها بسذاجة... مثال النكتة عن كسل الشاب السعودي في العمل وافتقاره للرومانسية في حياته الزوجية ومقارنته بغيره ممن (يقطر) رومانسية (مهندية!)، وتستمر فبركة النكات على الفتاة السعودية كذلك عندما تصورها تلك الطرائف على انها لا تكل ولا تمل من التسوق وكل اهتماماتها الركض وراء الموضة، ليت الامر انتهى عند الهمز واللمز بالركض، بل نجد اغلب تلك النكات فيها تندر من ذوقها واختيارها ولبسها وجسمها وافتقادها للجمال والرشاقة (اللميساوي!) او (العجرماوي!). هذا فيما يخص التندر او التنكيت على الافراد، يأتي بعد ذلك سلاح من أسلحة جلد الذات الذي تمت حبكته او حياكته بخبث من قبل حسابات مشبوهة لتقزيم كل إنجاز وطني وهذا النوع من التندر او جلد الذات أكثر خطورة من سابقيه، لان مردوده قد يهز الروح الوطنية عند من يصغي لتلك الرسائل أيا كانت ويجعلهم مهووسين بإنجازات الآخرين والنظر لكل منجز وطني بسلبية. الآن بحمد الله أصبح المجتمع واعيا ومدركا لأبعاد تلك النكات والطرائف وما ترمي اليه... ولم تنته النظرة السلبية او جلد الذات فقط بل قد تحول كل ذلك الى تسليط الأضواء على منجزات بلدنا التي أبطالها شباب وشابات الوطن، شكرا بحجم السماء لكل من يحرص على إبراز مقومات البلد ممن يمتلك جماهيرية في وسائل التواصل وغيرها ووقف سدا منيعا في وجه من يحاول ان يسيء لنا بطرفة او بقصة او بقصاصة ورقية من هنا او هناك. اليوم الوطني كان خير دليل على إبداع المواطنين من الجنسين في إظهار الصورة الحقيقية للبلد. لسنا شعبا ملائكيا ونبحث عمن يطبل لنا، وأيضا لسنا شياطين كما تدعي إمبراطوريات أعدائنا الإعلامية، لدينا مكامن خلل سنصلحها في صمت وسمت، ولدينا منجزات تتحدث عن نفسها. سؤال للجميع، هل نستطيع ان نقول بصوت عال ومسموع، وداعا لجلد الذات؟؟