هل هناك رابط بين ما قام به العريف المقدام جبران عواجي من موقف بطولي ومهرجان النعيرية وربيعها؟ الجواب (لا) ولكن ككاتب زاوية أسبوعية كان موضوعي هذا الأسبوع عن مهرجان النعيرية ولا اخفيكم حيرتي، هل امضي في طريقي واكتب عن المهرجان دون ان يكون لخبر القضاء على الدواعش مكان؟ بحجة ان هناك من قد سبقني في الحديث عن البطل والبطولة، ام اكتب بغض النظر عما سطرته الصحف المحلية والعالمية عن بسالة العريف عواجي وما فعله من بطولة. في الحقيقة ان من واجب كل من يملك منبرا اعلاميا سواء كان منبرا رسميا او شخصيا ان يكون قناة إعلامية منافحة عن وطنه وقضاياه، ولا مانع ان يعيد ويكرر نقل الحدث من زوايا مختلفة لما للإعلام من قوة، وما أحوجنا في توظيف مواقفنا محليا وقاريا وعالميا ومثل هذه المواقف المشرفة لرجال امننا ترفع الرأس، فلا ندعها تمر مرور الكرام، وحتى لا يعتبر مقالي (بايت)، سوف اشارككم بعدد من الدروس من قلب الحدث ومن زاوية أخرى. الدرس الأول، لمن يلعب على أوتار الطائفية في بلدنا، نقول له بصوت واحد (العب بعيد)، نحن بحمد الله ننعم بوحدة وطنية رغم الاختلاف المذهبي والمناطقي، وما حدث في حي الياسمين يعطينا درسا عمليا في هذا الجانب كون كلا الطرفين سواء مَنْ دافع ببسالة عن وطنه او مَنْ أراد القتل والتدمير وترويع الآمنين من مذهب واحد وتلقوا نفس التعليم ونفس المناهج، ولكن شتان بين مَنْ يحمي وطنه ويفديه بروحه ومَنْ يطعنه بخنجر الخيانة والعمالة، لن ننسى كيف كانت وقفة المواطنين المشرفة في وجه الدواعش، رغم محاولاتهم المستمرة والعزف على أوتار الطائفية فتارة يكون التفجير في مساجد شيعة وأخرى في مساجد سنة. الدرس الآخر، كفاية جلد ذات وكفاية تندر، لقد تغلبنا على الحطيئة في جلد ذواتنا، نطرب لنجاح غيرنا بينما لا نجد نفس التفاعل مع اي انجاز في البلد سواء كان على مستوى افراد او مؤسسات! والى حد قريب والبعض يتداول الطرائف والنكات والمقاطع (الطاش ما طاشية) التي لم يسلم منها حتى (رجل الامن) لدرجة انها رسخت صورة ذهنية سلبية عن (الشرطي) ونسينا ان رجال الامن هم صمام الأمان بعد الله، وان التندر من رجل الامن والمعلم وغيرهما من رموز الوطن، يؤثر سلبا على مقومات ومقدرات الوطن ولم يأت عبثا، ولنا في (الصعايدة) اكبر دليل، عندما لاحظ الانجليز قوة بأس الصعيدي ووطنيته وولائه لبلده بالعامي كان (ناشب لهم)، وبخبثهم المعتاد بدأوا في بث النكات على ان (الصعيدي) غبي الخ.. وللأسف نجحت خطة اهل الخبث والدهاء وانتشرت تلك الصورة النمطية في داخل مصر بل وامتدت من المحيط الى الخليج، ومن يعرف مصر جيدا يعرف ان الصعيدي عملة نادرة وليس للنوادر! نقول لعلمائنا ورجال ام=ننا أنتم (تيجان) على رؤوسنا. الدرس الأخير من ذلك المشهد الدامي والدرامي، الرقي بالحس الأمني عند المواطن وعلى كل مَنْ يحمل هاتفا (ذكيا) ان يحرص تمام الحرص في اختيار ما تلتقطه (كاميرا) جواله وان ما قد يبثه من صور، قد تكون هدية على طبق من ذهب لأعدائنا، ولا يخفى على كل ذي لب ان هناك مَنْ يتربص بنا الدوائر، ومن هنا اكبر تحية لتلك السيدة التي وثقت بطولة من بطولات رجال امننا، وهم في حالة دفاع مقبلين غير مدبرين كما قال الأمير نايف عنهم رحمه الله «اقسم بالله انني لم أجد واحدا منهم قد أصيب من خلفه، إصاباتهم دائما في الوجه والصدر لأنهم دائما يقدمون ولا يهربون» تغريدة لا نكون أدوات تدمير من خلال ما نقوم به من تمرير، سواء كانت صورا ثابتة او لقطات حية. * كاتب