المملكة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في افتتاح دورتها الثانية والتسعين بنيويورك، والتي ألقاها معالي وزير الخارجية، جددت الموقف الثابت والدائم للمملكة إزاء مواجهة الإرهاب والتطرف بكل صوره وأشكاله ومسمياته وأهدافه الشريرة ذات الخطر الداهم على مختلف شعوب العالم قاطبة، فمحاربة ظاهرة الإرهاب سلوك أعلنته المملكة مرارا وتكرارا وأعلنت في الوقت ذاته تضامنها مع كافة الجهود الدولية لمكافحة تلك الآفة الخطيرة. وموقف المملكة واضح تجاه الأزمة القطرية فقد نادت مع بقية الدول الداعية لمكافحة الإرهاب الى الالتزام بما تعهدت به الدوحة في قمة الرياض العربية الاسلامية الدولية ووقف تمويل الإرهاب ماليا وسياسيا واعلاميا بغية تجفيف منابع الإرهاب في كل مكان، وما زالت قطر تمارس نشر خطاب الكراهية والعنف وايواء المطلوبين، وقد أدى ذلك الى نشر الفتن والفوضى وزعزعة أمن واستقرار دول المنطقة. وليس من سبيل لإنهاء تلك الأزمة الا بإنفاذ ما قدمته الدول الأربع من مطالبات من شأنها وقف موجة الإرهاب التي تمارسها قطر فهي تشكل خطرا على دول مجلس التعاون الخليجي وعلى دول المنطقة وعلى الدول الاسلامية والصديقة، فالالتزام بالمبادئ والقوانين الدولية والالتزام بتعهدات قطر تمثل مطالب مشروعة لا بد من الأخذ بها والرضوخ لمعطياتها ومسلماتها. من جانب آخر فقد أكدت الكلمة على خطورة السياسة الإيرانية في المنطقة، فالنهج العدواني الذي يمارسه النظام الإيراني ما زال يشعل نيران الفتن والطائفية ويحول دون استقرار دول المنطقة وأمنها، فالنظام ما زال يكرس سياسته العدوانية المتمثلة في دعم الميليشيات الإرهابية في كل مكان واحتلال الجزر الاماراتية الثلاث وانتهاك كافة المواثيق والمعاهدات الدولية وقرارات مجلس الأمن. وفي سياق الكلمة ذاتها فان المملكة جددت موقفها من الأزمة اليمنية وضرورة عودة الشرعية المنتخبة لليمن ودعم القضية الفلسطينية العادلة ووقف ممارسات حكومة ميانمار ضد طائفة الروهينجا المسلمة وانهاء الأزمة السورية من خلال حل سياسي يقوم على اعلان (جنيف1) وقرار مجلس الأمن 2254، وتلك توجهات تمثل نهج المملكة القويم لاحتواء ظاهرة الإرهاب وحلحلة سائر القضايا العالقة في المنطقة والعالم. ولا تزال المملكة متشبثة بمواقفها الراسخة والمعلنة تجاه ظاهرة الإرهاب، فهي لا تحاربه بمفردها، وإنما تشترك معها كافة دول العالم المحبة للأمن والاستقرار والسلام، وقد دعت المملكة كافة الشعوب إلى وضع الاستراتيجيات الموحدة لمكافحة تلك الظاهرة، فخطرها لا يشمل دولا أو أقاليم بعينها، وإنما يتعدى ذلك الى كافة المجتمعات البشرية دون استثناء، بما يستدعي المكافحة الجماعية لهذه الظاهرة لا الفردية. العالم كله ما زال يعاني الأمرين من تلك الظاهرة الخبيثة، ولن يتأتى لدوله القضاء عليه الا بتعاون جماعي يلاحق تلك الزمرة الفاسدة من الإرهابيين ويضع حدا قاطعا لعبثهم وجرائمهم، كما أن السلم والأمن الدوليين لن يتحققا كما يجب في كافة الدول الا بوضع النهاية الحاسمة لكل الأزمات العالقة التي تعاني منها المنطقة العربية، ويتأتى ذلك بتعاون المجتمع الدولي وإرادته ونفوذه.