دأبت الرياضة السعودية على إطلاق المبادرات الرياضية الاسلامية والعربية والعالمية، حيث تأتي مبادرات الرياضة السعودية انطلاقًا من مكانتها على الصعيدَين الإسلامي والعالمي، منذ تأسيس الرئاسة العامة لرعاية الشباب عام 1394 «الهيئة العامة للرياضة» حاليًّا، والتي من شأنها المساهمة في تطوير الشباب السعودي والعربي والإسلامي، وكانت باكورة المبادرات هي تأسيس الاتحاد العربي لكرة القدم ودعمه، واتجهت بعد ذلك المبادرات الرياضية السعودية للعالمية بإطلاق بطولة كأس الملك فهد التي أصبحت اليوم «كأس القارات»، ومن ثم سارت قافلة المبادرات الرياضية السعودية تجاه الرياضة الخليجية من خلال اقتراح إقامة بطولة كأس الخليج العربي للمنتخبات، ومن ثم الاتجاه بعد ذلك للرياضة الإسلامية من خلال بطولة التضامن الإسلامي. الأمير فيصل بن فهد (رحمه الله) اتحاد العرب.. سعودي كانت بداية المبادرات الرياضية السعودية هي فكرة تأسيس الاتحاد العربي لكرة القدم خلال عهد الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله-، حيث كان جمْع الاتحادات العربية تحت مظلة واحدة آنذاك ليس بالأمر السهل، ولكن ثقل المملكة سياسيًّا ورياضيًّا قد سهّل من ذلك، وكان لكفاءة وحكمة الأمير الراحل فيصل بن فهد الدور الأكبر بجمع 22 اتحادًا عربيًا لكرة القدم 12 منها من القارة الآسيوية و10 من القارة الافريقية، وانتخب الأمير فيصل بن فهد أول رئيس للاتحاد العربي لكرة القدم عام 1976م، وأصبحت الرياض المقر الرئيس للاتحاد العربي وكانت من ضمن أهداف تأسيس الاتحاد العربي لكرة القدم، نشر وتطوير اللعبة في الدول العربية والمساهمة في تطوير الكوادر الإدارية والفنية والطبية والعمل على رفع المستوى الفني للاعب العربي، وتدعيم العلاقات بين الاتحادات الأعضاء والمساهمة في تسوية ما قد ينشأ بينها من خلافات، بالإضافة إلى توثيق وتطوير العلاقات مع الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» والاتحادات القارية والتنسيق بين الاتحادات الأعضاء وتوحيد مواقفها في الاجتماعات القارية والدولية ودعم الاتحادات الأعضاء عند مشاركتها في المناسبات الدولية والقارية، ونتج عن الاتحاد العربي لكرة القدم عدة بطولات منها: كأس العرب للمنتخبات، كأس الاتحاد العربي للأندية، وأطلق الاتحاد العربي لكرة القدم اسم الراحل الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- الذي كان له الدور الأكبر في تأسيس الاتحاد العربي لكرة القدم على كأس العرب للمنتخبات «كأس الأمير فيصل بن فهد»، البطولة التي لا موعد محددًا لإقامتها، نظمها الاتحاد العربي لكرة القدم 6 مرات وكانت بدايتها بالطائف، وفاز بها المنتخب العراقي في 1985م بعد ما تغلب على المنتخب البحريني بهدف دون رد. فيما فاز المنتخب السعودي بكأس العرب للمنتخبات مرتين عام 1998م في قطر بعدما تغلب على المنتخب القطري بثلاثة أهداف مقابل هدف، وشهدت الكويت كأس العرب الثانية للسعودية عام 2002م بعدما تغلب المنتخب السعودي على المنتخب البحريني بالهدف الذهبي الذي سجله اللاعب محمد نور، وأقيمت مؤخرًا البطولة العربية للاندية بمدينتي القاهرة والاسكندرية بجمهورية مصر العربية الصيف الماضي وشهدت تغييرات كبيرة على مستوى البطولة عن النسخ السابقة او على مستوى الجوائز المالية للأندية، حيث كانت هي الأكبر ونال بطل البطولة الترجي التونسي 2.5 مليون دولار، ونال وصيفه فريق الفيصلي الاردني 600 الف دولار، وتأتي هذه التغييرات بالاتحاد العربي وبطولته بعدما انتخب في نوفمبر 2014م الأمير تركي بن خالد رئيسًا للاتحاد العربي بالتزكية خلفًا للأمير نواف بن فيصل الذي تقدم باستقالته ويعوّل على الاتحاد العربي لكرة القدم الجديد كثيرًا من التطلعات بإعادة الكرة العربية لسابق عهدها وإحياء بطولاته الغائبة لإذكاء روح التنافس بين الأشقاء العرب، لا سيما أن كرة القدم بالعالم العربي تُعدّ اللعبة الشعبية الأولى. وفد المملكة المشارك بدورة ألعاب التضامن الإسلامي الرابعة في باكو عاصمة أذربيجان 2017 دورة الخليج.. سعودية المبادرة الرياضية السعودية الثانية كانت فكرة مستشار خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير مكةالمكرمة، حيث كانت الفكرة تقوم على جمع أبناء الخليج تحت مظلة واحدة يتنافسون فيما بينهم، وشهدت الفكرة تفاعلًا كبيرًا من قِبَل رئيس الاتحاد البحريني الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة انذاك، الذي بدوره قام بعرضها على رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» ستانلي روس في المكسيك على هامش «أولمبياد مكسيكوستي»، الذي بدوره رحَّب بالفكرة وأبدى دعمه وأيَّدها. انطلقت بطولة كأس الخليج العربي للمنتخبات بأول دورة خليجية في البحرين في عام 1970 بمشاركة أربعة منتخبات وهي: «البحرين، السعودية، الكويت، قطر». وفاز المنتخب الكويتي بالبطولة الأولى بكأس الخليج امام المنتخب البحريني بعدما تصدّر جدول الترتيب بالنظام المعمول به سابقا. وفاز المنتخب السعودي ببطولة كأس الخليج ثلاث مرات 1994، 2002، 2004. وحظي الأمير خالد الفيصل بتكريم خاص من قِبَل الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين خلال الدورة الواحدة والعشرين، التي استضافتها العاصمة البحرينيةالمنامة وذلك بوسام الشيخ عيسى، الذي يُعد أرفع وسام يمنح بمملكة البحرين كونه صاحب الفكرة التي جمعت الرياضيين الخليجيين تحت مظلة واحدة، وعاد الأمير خالد الفيصل مرة أخرى بفكرة تطوير دورة الخليج وتحويلها إلى أولمبياد على هامش كأس الخليج 22 التي أقيمت بالرياض عام 2014 وتحدث الأمير خالد الفيصل عن تطوير الدورة وعدم اقتصارها فقط على لعبة كرة القدم، بل يضاف لها جميع الرياضات الأخرى لتتحول دورة الخليج من بطولة كرة قدم الى أولمبياد خليجي يشارك فيه جميع رياضييه. وتطوّرت بطولة الخليج حتى وصلت سبعة منتخبات بعد انضمام منتخب اليمن في عام 2003 لبطولة الخليج وعودة العراق بعد توقفها اثناء حرب الخليج وما بعده الى عام 2004، ورفعت دورة الخليج من المستوى الفني الكروي بالخليج لما يصاحب البطولة من اهتمام قادة وحكومات الخليج وشعوبها وأصبحت موعدًا للإثارة والتنافس الكروي. كأس القارات.. الفكرة العالمية سعودية ثالث مبادرات الرياضة السعودية كانت بطولة كأس الملك فهد عام 1992، التي تُعرف اليوم ببطولة كأس القارات وقام الاتحاد السعودي برئاسة الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- برعاية أول بطولتين لها، واعترف الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» عام 1997 بالبطولة وتغيّر مسماها إلى كأس القارات وفي عام 2005 قرّر الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» إقامة البطولة كل أربعة أعوام وذلك باعتمادها بطولة إعدادية لبطولة كأس العالم، بحيث تكون قبل كأس العالم بعام واحد وفي نفس الدولة التي تستضيف كأس العالم لاختبار جاهزيتها واستعداداتها لكأس العالم وتعتبر هذه البطولة ثاني أهم بطولة بعد كأس العالم. وشاركت أربعة منتخبات مثلت أربع قارات بأول نسخة من بطولة كأس القارات التي أُقيمت على ملعب الملك فهد بالرياض عام 1992، وكان المنتخب السعودي على قائمة المشاركين بصفته بطلًا لكأس آسيا 1988 ومنتخب الأرجنتين بطلا لكأس أمريكا الجنوبية 1991 ومنتخب ساحل العاج بطلًا لكأس الأمم الافريقية لكرة القدم 1992 ومنتخب الولايات المتحدةالامريكية بطلًا للكأس الذهبية 1991 وشهدت البطولة غياب ممثلي الاتحاد الأوروبي واتحاد أوقينسيا بسبب إقامة بطولة كأس الامم الأوروبية 1992، وغاب ممثل قارة أوقينسيا بسبب عدم إقامة كأس أوقنيسيا للأمم للفترة بين 1980 - 1996، ونال المنتخب الأرجنتيني اللقب بفوزه على المنتخب السعودي 3-1. التضامن الإسلامي.. الانطلاقة من مكة ووصلت قافلة المبادرات الرياضية السعودية لمحطاتها الرابعة في بطولة التضامن الإسلامي المنبثقة عن الاتحاد الرياضي لألعاب التضامن الإسلامي الذي يعمل بالتعاون الوثيق مع الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، وكانت أهداف الاتحاد تتركز في تقوية التضامن الإسلامي بين شباب الدول الأعضاء وتعزيز الشخصية الإسلامية في الميادين الرياضية، ويهدف الاتحاد الرياضي لألعاب التضامن الإسلامي إلى ترسيخ اواصر المحبة والتآخي والتنافس الشريف بين شباب الدول الأعضاء. وأقيمت ألعاب التضامن الإسلامي الأولى بمدينة مكة الكرمة والمدينة المنورة ومحافظتي جدة والطائف غرب المملكة عام 2005 وشاركت 55 دولة في 13 رياضة تنافسوا على 108 ميداليات. وتحصّلت المملكة العربية السعودية على نصيب الأسد واحتلت صدارة ترتيب الدول المشاركة من الميداليات بواقع 60 ميدلية 24 ذهبية و17 فضية و19 برونزية. واقيمت مؤخرًا الدورة الرابعة من العاب التضامن الإسلامي في مدينة باكو في أذربيجان مايو 2017 وشاركت فيها 58 دولة تنافست بها 21 رياضة. وحققت المملكة 11 ميدالية 4 منها ذهبية وميدالية فضية و6 ميداليات برونزية. والمبادرات الرياضية السعودية متواصلة إيمانًا منها بدورها الإسلامي والعربي والعالمي، ولن تكون المبادرات الأربع هي نهاية المشوار لقافلة المبادرات.