شعور عارم بالفخر يتملك المواطن السعودي في الذكرى ال83 لتوحيد البلاد على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - يرحمه الله - نظير كل ما يتلمسه من منجزات حضارية ومنشآت مميزة أو صروح عملاقة أرست قواعد متينة لمستقبل مُضيء ينتظر هذه البلاد في مختلف الأصعدة والمؤسسات على حد سواء. ولأن الرياضة السعودية جزء لا يتجزأ من منظومة هذا الوطن، فلا يمكن تجاهل دورها الحيوي في تقديم المواطن السعودي للعالم خلال الأعوام ال30 الماضية، سواء من خلال كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى في العالم، عبر بطولات القارة الآسيوية والدورات الأولمبية ومونديال كأس العالم في أربع مشاركات متوالية، أم من طريق الألعاب الفردية والجماعية التي رفعت اسم الوطن عالياً في أكثر من مناسبة. لكن الصورة اليوم اختلفت، والفخر بالمنجزات الرياضية التي زينت أعواماً مضت ما عاد قادراً على التجدد، فالأحزان الرياضية باتت جزءاً من معادلة السعودي المهتم وهو يرى الوهن أصاب رياضة بلاده، بعد أن بات التدهور أوضح معالمها، وفتك الضياع بأحلامها، فغابت لغة البطولات والإنجازات، وتوقفت الأفراح، وتحولت عبارات التهاني والتبريكات إلى سيل من الانتقادات، في ظل فشل المنتخبات والأندية واللاعبين في مشاركاتهم الخليجية والعربية والقارية، حتى باتت الرياضة السعودية تكتفي بحضور هامشي، كل ذلك يقوله بوضوح ترتيب المنتخب السعودي في قائمة التصنيف الدولي، إذ يحل في المركز ال26 بعد المئة، وهو أسوأ مركز له على الإطلاق. ولم تتجاوز الألقاب التي حققتها الرياضة السعودية طوال العام الماضي أصابع اليد الواحدة، إذ حقق اللاعب هاني حسين النخلي الميدالية الفضية في مسابقة رمي القرص ضمن دورة الألعاب البارالمبية في لندن 2012م، وحظي باستقبال تاريخي من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي قلده وسام الملك عبدالعزيز من الطبقة الأولى. كما حقق المنتخب السعودي لأولمبياد كرة القدم ل«الإعاقة الذهنية» كأس أول بطولة إقليمية لكرة القدم للشرق الأوسط وغرب آسيا، والمتأهل إلى نهائيات كأس العالم بالبرازيل 2014، كما حقق سائق فريق «عالم السباق» السعودي ياسر بن حمد السعيدان للسعودية بطولة العالم للسباقات الصحراوية بعد ما خطف المركز الأول ضمن فئة ال«T3»، في إنجاز يعد الأول من نوعه لسائق سعودي. اللافت في الأمر أن لغة الفرح والتهاني في الوسط الرياضي السعودي خلال العام الماضي تحولت من الملاعب والصالات والميادين الرياضية إلى ساحات التنافس على نيل المناصب القيادية، إذ فاز الأمير نواف بن فيصل برئاسة اتحاد التضامن الإسلامي، وتمت تزكيته رئيساً للاتحاد العربي لكرة القدم أربعة أعوام، فيما نال أحمد عيد رئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم بعد منافسة قوية مع خالد المعمر، وهي نقلة نوعية في تاريخ الرياضة السعودية كونها أول انتخابات تجرى على مستوى الاتحاد السعودي لكرة القدم، ما لاقى أصداءً كبيرة وتفاعلاً واسعاً من الرياضيين.