منذ بداية الأزمة القطرية وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- يركز على أهمية مصالح الشعب القطري والحفاظ عليها، فأخطاء مسؤولي قطر يجب أن لا يتحملها الشعب القطري الذين لا ذنب لهم فيما تعكسه تلك الأخطاء من سلبيات فادحة وصلت إلى ذروتها، لاسيما في المجالات الاقتصادية تحديدا، وفقا للعزلة الدولية المضروبة حول الدوحة. لقد نادت القيادة الرشيدة بالمملكة، مرارا وتكرارا، بأهمية انصياع النظام القطري لصوت العقل والكف عن ممارسة سياسات مزدوجة أدت الى تعقيد الأزمة وإطالة أمدها، وليس من حل لها إلا داخل البيت الخليجي لا خارجه، ولا جدوى من تدويل المشكلة القائمة وإدخالها في نفق مظلم لا يلوح بصيص نور في نهايته، وتلك مناداة عقلانية لا بد من انصياع النظام لها. ولا شك أن البيان الذي أعلنه الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، وهو أحد كبار أعضاء الأسرة الحاكمة في قطر، ينطوي على أهمية بالغة حيث حذر من مغبة مصير مجهول إزاء ما يمارسه النظام القطري من تصرفات طائشة لا بد من وضع نهاية حاسمة لها بقيادة الحكماء والعقلاء من أبناء الأسرة المالكة وأعيان الشعب القطري، حيث دعاهم لاجتماع أخوي وعائلي ووطني لوقف التدهور الكبير في قطر وإعادة الأمور إلى نصابها وتقوية اللحمة الخليجية. الأوضاع القطرية تمضي إلى الأسوأ، لا سيما في ضوء سحب الجنسيات القطرية من معظم أفراد قبيلة آل مرة، والمضي في عمليات التحريض المباشر على استقرار منطقة الخليج والتدخل السافر في شؤون الآخرين بما يقود الى مصير مجهول يربأ المخلصون في قطر الوصول إليه فهو يمثل انزلاقا خطيرا ينذر بنشر الخراب والدمار والفوضى في قطر. الظروف الحالية تستدعي من المخلصين من أبناء الأسرة الحاكمة في قطر والأعيان التباحث الجدي لتلافي الأخطار المحدقة بالشعب القطري وإنقاذه مما هو فيه من أزمات خانقة تؤثر سلبا على سلامة قطر وشعبها وعلى أمن واستقرار شعوب مجلس التعاون الخليجي ودول المنطقة والدول الاسلامية والصديقة. النظام القطري يقود الى كارثة محتملة وإلى أزمات سوف تؤدي الى الفوضى والاضطراب وشيوع فتن كبرى تهدد أمن واستقرار قطر وتهدد أمن واستقرار شعوب المنطقة بأسرها، وهو أمر لا بد من تلافيه من خلال تباحث العقلاء من الشعب القطري لانتشال دولتهم من بؤرة خطيرة انزلق فيها ساسة قطر من خلال دعمهم اللامحدود لظاهرة الارهاب وايواء الارهابيين. ويبدو واضحا للعيان أن السيل بلغ الزبى وأن الصبر له حدود وأن استمرارية ساسة قطر بالسباحة ضد التيار والتصميم على مواصلة دعم الارهاب بمختلف أشكال الدعم يتطلب وقفة جادة من كافة المخلصين في دولة قطر لإنقاذ دولتهم مما آلت إليه.