عندما تؤكد المعارضة القطرية أن نظام الدوحة فقد شرعيته فانها تنطلق وفقا لهذا التأكيد من منطلقات واضحة تعكس مثالب السلوكيات التي يمارسها النظام القطري والخارجة تماما عن أي ميثاق دولي أو عربي أو إسلامي، فالديمقراطية التي يتشدق بها ساسة قطر سقطت من أساسها بفعل ما يمارس على أرض الدوحة من انتهاك صارخ للديمقراطية ومن انتهاك لكل الأعراف والمواثيق. ومؤتمر المعارضة الذي عقد مؤخرا بلندن ركز على مجموعة من المحاور أهمها دعم الإرهاب من خلال أسلمة السياسة والارتماء في أحضان النظام الايراني الدموي الذي يعد مصدرا من مصادر القلق الاقليمي وتطلعات الدوحة لبناء نفوذ دولي على حساب الديمقراطية وحقوق الإنسان والتركيز على شبكة إعلامية من أهم أعمالها البارزة دعم الحركات والتنظيمات الإرهابية في كل مكان. وتلك المحاور تستدعي بالضرورة تغيير النظام لضمان مستقبل آمن ومستقر ليس لدولة قطر فحسب بل لدول المنطقة العربية والعالم، ولعل من الأخطاء الفادحة التي يرتكبها النظام القطري حرمانه المواطنين من جنسياتهم من خلال سحبها منهم واعتقالهم لمعارضتهم سلوكيات قطر وممارسة النظام لسلوكيات تعسفية معهم. قطر بتلك السلوكيات الشائنة من خلال دعمها لحماس والاخوان المسلمين وتحالفها مع ايران تعتدي على السيادة الوطنية وتستفز مشاعر القطريين وتقفز على كل المساعي الخيرة لتسوية الأزمة بشكل عقلاني من داخل البيت الخليجي، فالدعم القطري للارهاب مازال يجابه بسلسلة من الوقفات الاحتجاجية والمظاهرات العارمة التي عمت الكثير من الدول الأوروبية. وسحب الجنسية القطرية من أحد الناشطين من قبيلة آل مرة يعد عملا متهورا وصبيانيا لا مبرر له ويتنافى تماما مع أبسط مبادئ حقوق الانسان وهو مدعاة للتشريد والتهجير والعنصرية، ولعل من المضحكات أن يدعي ساسة قطر التزامهم بمبادئ الديمقراطية وهم يعمدون إلى سحب تلك الجنسية وجنسيات أخرى بما يفند تلك الادعاءات ويدحضها ويكشف زيفها. والدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب لا تمارس حصارا ضد قطر وانما تمارس مقاطعة شرعية نبعت من الأضرار الفادحة التي لحقت بها جراء تصرفات الدوحة غير المسؤولة، ونبعت من اهتمامها بالمحافظة على أمن واستقرار شعوبها، وهو اهتمام ضربت ومازالت تضرب به الدوحة عرض الحائط. لقد سقطت كل الأقنعة التي ارتداها النظام القطري، وتبين أنه غير جاد في اقامة حوار مسؤول مع الدول الأربع وغير جاد في تنفيذ المتطلبات المقدمة له، فركوب الرأس والسباحة ضد التيار والتغريد خارج السرب هي الديدن الواضح لسياسة حكام قطر المزدوجة التي مازالت تلعب على كل حبالها للتملص من التزاماتها وللتملص من تلك المتطلبات وللسير قدما نحو مصير مجهول من خلال دعمها للإرهاب والإرهابيين.