شهد هذا الأسبوع تداول السلع دون أي مكاسب أو خسائر، في حين قوبلت الزيادة الأسبوعية الثالثة للطاقة بعمليات جني الأرباح بالنسبة للمعادن الثمينة والصناعية على حد سواء. وتمثلت بعض العوامل الرئيسية المسببة لهذه التطورات في زيادة الطلب على النفط وارتفاع معدلات التضخم في الولاياتالمتحدة وأزمة الصواريخ الكورية الشمالية والبيانات الاقتصادية الضعيفة القادمة من الصين. وساهم تراجع اليوان الصيني المتزامن مع تحسن الدولار في إضفاء مزيد من الضعف على المشهد، جنبا إلى جنب مع مجموعة من بيانات مبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي الصينية الأضعف. وسجلت رهانات الصناديق الصاعدة أعلى مستوى لها على الإطلاق، في حين يمكن للضغط الناجم عن التصفية الطويلة أن يتسبب في تراجع النحاس عالي الجودة إلى مستوى 2.91 دولار للرطل أو من المحتمل حتى أن ينخفض إلى مستوى 2.83 دولار للرطل. وسجل خام غرب تكساس مستوى أعلى من التداول للأسبوع الثاني ليتعافى بشكل كامل من أنشطة البيع التي جاءت بسبب انهيار مستويات الطلب الناجم عن توقف عمل المصافي في أعقاب إعصار هارفي. ورسمت تقارير سوق النفط الشهرية الصادرة عن كل من منظمة «أوبك» ووكالة الطاقة الدولية صورة أكثر ثراء للنفط، مع ارتفاع مستويات نمو الطلب وفائض العرض العالمي لإمدادات النفط والوقود، وذلك بفضل اقتراب جهود تقليص الإنتاج من قبل الدول الأعضاء وغير الأعضاء (بشكل رئيسي روسيا) في منظمة «أوبك» من بلورة اتجاه طويل الأمد. وبحسب أحدث تقارير سوق النفط الشهرية الصادرة عن المنظمة، قامت «أوبك» بضخ 32.76 مليون برميل من النفط يوميا خلال الشهر الماضي. واستنادا إلى توازن العرض/ الطلب المتوقع لعام 2018، يمكن أن يتطلب الأمر من «أوبك» ضخ 32.8 مليون برميل يوميا. وعلى هذا الأساس، فإنه ليس من المستغرب أبدا أن أعضاء منظمة «أوبك» أطلقوا بالفعل لمناقشة علنية تتناول مسألة الحاجة إلى التمديد بعد انتهاء الاتفاقية الحالية في مارس القادم. ومن شأن قرار كهذا أن يتسبب في حدوث مشاكل داخلية ناجمة عن رغبة بعض الدول المنتجة بزيادة الإنتاج والإيرادات، ولكن من المفترض أن يتشكل ممر آمن كنتيجة للمخاطر المرتبطة بمسألة حدوث انخفاض حاد في الأسعار في حال الفشل في تمديد الاتفاقية. وألحقت مسألة تراوح سعر خام غرب تكساس الوسيط عند مستوى 50 دولارا للبرميل أو أدنى الضرر بقدرة منتجي النفط الصخري الأمريكي على مواصلة زيادة الإنتاج. وتشير تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إلى بلوغ عمليات الإنتاج الأمريكية معدل 9.3 مليون برميل يوميا خلال عام 2017 وازديادها لتبلغ معدل 9.8 مليون برميل يوميا خلال عام 2018، وهو ما يمثل انخفاضا طفيفا عن التحديثات الأخيرة. وساعد ارتفاع سعر خام غرب تكساس الوسيط على دعم عمليات التحوط لمنتجي النفط الصخري الأمريكي، والتي يتطلب معظمها مستوى أسعار عند 50 دولارا للبرميل أو أكثر من أجل الحفاظ على الإنتاج، ناهيك عن زيادته. ويسلط تقرير المخزون الأسبوعي الصادر عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الضوء على الأثر الكبير الذي خلفه إعصار هارفي على مركز الطاقة الهام على طول خليج تكساس. وارتفعت مخزونات النفط الخام، في حين تراجعت مخزونات البنزين خلال الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوياتها منذ عام 1990. ويعتبر المسار المتراجع في خام برنت متسقا مع حالة التضيق التي تشهدها سوق النفط العالمية، في حين يعتبر تراجع خام غرب تكساس الوسيط متسقا مع فائض العرض المحلي للنفط الخام، والناجم عن توقف أعمال التكرير وإغلاق محطات التصدير. وكنتيجة لذلك، ارتفعت أفضلية السعر التي يمتلكها خام برنت على خام غرب تكساس الوسيط فوق مستوى 5 دولارات للبرميل، ولكن بمجرد أن يبدأ تأثير الأعاصير بالزوال، ينبغي أن نشهد بداية تضيق فارق السعر. وفي هذه الأثناء ما زلنا لا نستطيع التكهن إذا ما كانت أسعار خام برنت هي من ستهبط إلى مستوى أسعار خام غرب تكساس الوسيط، أم سترتفع أسعار الأخير لتصل إلى مستوى الأول، أو حتى مزيجا من الحالتين، فهذا ما ستشهده المرحلة القادمة. وقد تجذب التوقعات الفنية والأساسية المحسنة للنفط الخام بعض عمليات تغطية المراكز المكشوفة الإضافية وعمليات الشراء على المدى القصير، ولكن بعد المراجعة الكاملة لعمليات البيع خلال شهر أغسطس، ما زلنا نشكك في إمكانية تحقيق المزيد من الارتفاع خلال هذه المرحلة، ولا سيما عند النظر إلى إمكانية زيادة البيع من قبل المنتجين.