أعاد بيان وزارة الداخلية الذي نشر أمس الخميس، حول تنفيذ حكم القتل قصاصا في الجانية برهاني تسفاني (أثيوبية الجنسية) لقتلها حصة بنت عبدالله بن فالح الدوسري (سعودية الجنسية)، وذلك بطعنها بسكين عدة طعنات مما أدى لوفاتها الى الاذهان سلسلة الجرائم التي ارتكبتها العمالة الاثيوبية خلال سنوات مضت. وارتبطت تلك الجرائم خاصة قتل الاطفال بمعتقدات بعض القبائل الأثيوبية التي تحرض على قتل فئة من الأطفال تدعى «المينجي» الذين «يهددون حياة القبيلة» -بحسب معتقدهم-. وتدعو عقيدة هذه القبائل إلى قتل الرضع «المينجي»، أي الذين ولدوا خارج إطار الزواج أو داخل إطار الزواج لكن دون إذن من شيخ القبيلة، وذلك عبر الذبح أو الدفن أو الرمي في الغابة حتى يموتوا من الجوع أو من خلال إغراقهم في النهر. لكن حال التدقيق في هذا المعتقد القبلي نجد أنه يدعو إلى قتل الأطفال «ضمن القبيلة» فقط وليس خارجها، ما دام الهدف هو حماية القبيلة من سوء الطالع والكوارث الطبيعية واللعنات وما شابه ذلك من أساطير وخرافات، وهو ما يجعل من المستبعد أن تكون ثمة علاقة فعلية بين الجرائم التي ارتكبتها بعض العاملات المنزليات الأثيوبيات، وهذا المعتقد، حتى لو كن منتميات إلى تلك القبائل. ويرى مهتمون ضرورة الفحص النفسي للخادمات، حيث يعزو البعض جرائم بعض الخادمات الأثيوبيات إلى الخلل النفسي الذي قد تعاني منه الخادمة، مركزين على ضرورة إخضاع الخادمات إلى «فحص نفسي» قبل استقدامهن إلى المنازل، وهذا التفسير المحتمل جدا يتجاهل قضية سوء المعاملة التي قد تتعرض لها الخادمة من قبل مشغليها، خاصة أنه تبين خلال التحقيقات في العديد من حالات قتل الأطفال أن سبب ارتكاب الخادمة للجريمة هو الانتقام من الأهل الذين أساؤوا معاملتها. وإن ما يتم تداوله من خرافة «المينجي» ربطا بقضية جرائم بعض الأثيوبيات، ليس إلا من قبيل الخرافات التي لا تختلف جوهريا عن خرافة «المينجي» لأنها تبحث عن تفسيرات خرافية لمشكلة واقعية، بدلا من التعرف على الأسباب الحقيقية، وإيجاد الحلول المناسبة. وكانت وزارة الداخلية قد أصدرت أمس بيانا بشأن تنفيذ حكم القتل قصاصا بجانية في منطقة الرياض، جاء فيه: أقدمت برهاني تسفاني (أثيوبية الجنسية) على قتل حصة بنت عبدالله بن فالح الدوسري (سعودية الجنسية)، بطعنها بسكين عدة طعنات مما أدى لوفاتها. وتمكنت سلطات الأمن من القبض على الجانية وأسفر التحقيق معها عن توجيه الاتهام إليها بارتكاب جريمتها وبإحالتها إلى المحكمة الجزائية صدر بحقها صك يقضي بثبوت ما نسب إليها، والحكم عليها بالقتل قصاصا، وأيد الحكم من محكمة الاستئناف ومن المحكمة العليا وصدر أمر ملكي بإنفاذ ما تقرر شرعا وأيد من مرجعه بحق الجانية المذكورة. وأضاف البيان: تم تنفيذ حكم القتل قصاصا بالجانية برهاني تسفاني (أثيوبية الجنسية) أمس الخميس، بمدينة الرياض.