اللهم لك الحمد والفضل والمنّة، تأهل منتخبنا الأول لكرة القدم إلى مونديال روسيا 2018، وهذا التأهل أتى بتضافر جهود الجميع، قيادة وشعبا، ممثلة في المسؤول والإعلامي والإدارة واللاعبين وهذه هي الشراكة الحقيقية لضمان عمل يكون النجاح عنوانه. كنتُ قريبا جدا من المنتخب كعضو مجلس إدارة في فترة رئاسة الأستاذ أحمد عيد، وأعرف ماذا قدم هذا الرجل الشهم وأعضاء مجلس إدارته من دعم لا محدود، ليكون منتخبنا صاحب المركز الأول في مجموعته، وعندما أتحدث عن المركز الأول في مجموعة يوجد بها أفضل وأعرق المنتخبات الكروية كاليابان واستراليا والإمارات والعراق، فأعتقد أن المتشائمين كانوا كُثر، لكن بوجود اللاعب المخضرم والإداري الخبير أحمد عيد أصبح التشاؤم تفاؤلا في الشارع الرياضي فالقيادة فن. سلم أحمد عيد ومجلس إدارته المنتخب وهو متصدر مجموعته الحديدية، وتم انتخاب الراقي الأخ والصديق عادل عزت ومجلس إدارته وأكملوا المشوار، وقد تجلى في هذه الإدارة فن القيادة واستشراف المستقبل بدعم المنتخب بكل قوة دون التغيير في أي منصب إداري أو فني أو وضع لوائح قد تكون سببا في إحداث خلل في هذه المنظومة، فهل عرفتم معي السبب الحقيقي بعد توفيق الله عز وجل من قبل ومن بعد في هذا التأهل؟! إنها القيادة التي تميز العمل الجيد وتواصل عليه. بعد خسارتنا أمام المنتخب الإماراتي وتعقد الحسابات وخروج ثلة من المثبطين للعزائم، وبروز حاجتنا إلى القائد الفذ الذي يؤمن بقدرة شباب وطنه، ويستطيع إحياء الأمل، ورسم الحلم من جديد. نعم، إنه الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، ذلك القائد الذي وجه بفتح أبواب ملعب الجوهرة لجماهير الوطن؛ لدعم صقورنا الخُضر أمام المنتخب الياباني كرسالة للشعب السعودي بأننا مواصلون مسيرتنا والسماء حدُ طموحاتنا، ولم يكتف بذلك بل تقدم الحضور رغم كل مشاغله ساند أبناء وطنه من الملعب، فكانت حسابات سموه الكريم في يوم الثلاثاء الماضي هي تأهل المنتخب الوطني، ورفع علم المملكة العربية السعودية في أكبر تجمع رياضي عالمي. * في مقال سابق لي في هذا الملحق المميز عنوانه «متى بنروح المونديال؟؟؟» عام 2014م ذكرت فيه: «أصبحنا نشاهد أعلى المناصب السياسية تحضر أهم مناسبة رياضية على الإطلاق، لأنهم يؤمنون بأن المشاركة والمنافسة في المونديال هي إحدى علامات تقدم دولهم من خلال تسخير الإمكانيات التي تدعم تفوق الشباب وتجعلهم يفخرون بأوطانهم. وبتعريف علمي بسيط لكلمة (مجتمع)، إنه نظام شبه مغلق تشكله مجموعة من البشر، بحيث إن معظم التفاعلات والتأثيرات تأتي من أفراد هم نفس المجموعة البشرية، وتذهب بعض العلوم أشواطا أبعد في التجريد عندما يعبر بعض أفراد المجتمع عن علاقاتهم بالكيانات الاجتماعية أو الثقافية أو الرياضية، ففي كأس العالم يصبح العالم مجتمع كرة قدم حتى من ليس له انتماء فيه من خلال عدم وجود منتخب يمثل دولته، فيجذبه هذا المجتمع الكروي، ويبدي دعمه المعنوي من خلال المتابعة لمنتخب، يجد أنه يشبع طموحه في الفوز المستمر وبوجود أفضل لاعبي العالم». فشكرا شكرا شكرا يا ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، باسم كل مواطن؛ على هذا الحس القيادي الذي بث روح الفوز قبل بدء المباراة.