ما أروع أن يعلو صوت الوطن، ويفرض حضوره، ويجدد صولاته وجولاته ويكرس تواجده في أهم المحافل القارية والعالمية بدعم لايتوقف من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله، لجميع المجالات ومنها المجال الرياضي كما تحقق البارحة من خلال المنتخب السعودي الأول لكرة القدم بالوصول إلى نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، وما أروع تلاحم القيادة ممثلة بولي العهد الأمير محمد بن سلمان، يحضر ويقف خلف النجوم ويؤازرهم كمؤشر على التلاحم، ورفع لمعنويات رياضة الوطن من أجل الوصول إلى ميادين لا يصل إليها إلا الصفوة من منتخبات العالم، وأمام من؟.. أمام الدولة المتطورة رياضيا واقتصاديا اليابان، التي قاومت 61 دقيقة، وكانت تناور وتبادل الهجمات، ولكن نجوم الوطن بقيادة فهد المولد، حطموا هذه المقاومة وسط الملعب ونقلوها إلى منتصف الملعب الياباني. وجود ولي العهد العهد في مواجهة "نكون أو لانكون" أمام اليابان كان مصدرا للقوة والتحدي والثقة بالنفس وباعثا للروح العالية لدى جميع افراد "الأخضر" ولا غرابة القول إنه هو من اعاد الأمل وصانع الانتصار في مواجهة التأهل بوقوفه قبل المباراة مع الاتحاد السعودي والمنتخب. صحيح أن الوصول إلى نهائيات المونديال تكرر أكثر من مرة ولكن الغياب في نسختي 2010 و2014 وانكسار المشجع الرياضي وتراجع مستوى العمل، جعل من الوصول إلى "روسيا 2018" هماً رياضياً سعودياً كبيراً لأسباب عدة، أولا لأن التأهل يفتح مساحة كبيرة ويحفز على العمل وفرض الاحترافية على الاتحاد السعودي واللاعبين، وثانيا التنفيس عن عاتق المنتخب ورفع الضغوطات عنه وتحقيق مكاسب إعلامية وربما استثمارية في المونديال المقبل، وفوق ذلك رد الجميل للقيادة ممثلة بولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي وجه بشراء تذاكر المواجهة الحاسمة وفتح المدرجات أمام الجماهير السعودية مجانا، الأمر الذي جعل اللاعب والإداري والمدرب يشعر بمسؤولية غير عادية وبالتالي ليس أمامه إلا إنصاف هذه المبادرة ببطاقة التأهل، وهو ما تحقق ولله الحمد، فشكرا لقائد الشباب، ورجل مرحلة التطوير، على مواقفه تجاه الوطن وأهله، وشكرا لرئيس اتحاد الكرة عادل عزت والأعضاء، وأيضا الاتحاد السابق بقيادة أحمد عيد على العمل من أجل الوطن وللجمهور والوفي والإعلام المخلص. وبعدما تأهلنا وحان الوقت لاسترداد الانفاس على الاتحاد السعودي بقيادة عادل عزت التفكير جيدا بالمرحلة المقبلة التي تسبق المونديال الروسي ما الذي يمكن رسمه وتقديمه، فالمشجع لم يعد يطمح بالوصول إلى نهائيات كأس العالم فقط، ولكنه يطمح إلى رؤية منتخب غير وعمل مختلف ورؤية تجسد الاحترافية على الواقع، واستثمار أنواع دعم القيادة للمجال الرياضي كماهو الحال للمجالات الأخرى.