عندما نشرع في بناء المنازل فإننا نضع المخططات والأفكار والتصاميم واعتماد أساسات هذا البناء لتكون قوية ومتماسكة وقابلة للبقاء عمرًا طويلًا، انتهاء بالتصاميم والديكور التي بإمكاننا تغييرها من وقت لآخر، ليس البناء الإسمنتي هو لب حديثنا، فبناء العقول والإنسان أولى وبناء مجتمع متماسك قوي قادر على العيش طويلًا تحت أي ظرف هو الأرقى والأسمى. سأذكر بعض الأمثلة للتوضيح فقط وأرجو ألا تؤوّل لأن المرحلة تحتم علينا ذلك. عندما يكون مَن حولك مِن سُذّج العقول وعديمي المبادئ والطفيليين والتابعين غير القادرين على قيادة وإدارة أنفسهم فإنك تصبح أمام مفترق طرق، (إما أن تنحدر) إلى هذا المستتقع وتغرق في لذة الوحل الأبدي وإما (التحليق وحيدًا) بعيدًا عن كل هذه الحقول والعقول الملغومة والمليئة بالعفن الفكري المتوارث كابرًا عن كابر. وأن تختار أحد هذين الطريقين لن يكون نهاية المطاف بل قد تكون البداية. إن اخترت الانحدار من وجهة نظري فقد يكون الطريق الأسهل لكثرة المنغمسين وسيمنح لك فرصة كبيرة لكسب السواد الأعظم من الناس، ولكنك حتما ستخسر نفسك وقيمك ومبادئك. وإن اخترت التحليق بعيدًا فستكسب نفسك وقيمك وحريّتك ولا يعني أنك الوحيد فإن طريقك هو الخطأ، ولكن يجب أن تعلم كذلك أنها ستنالك حجارتهم. هنا نحن أمام مفترق ويجب ألا ندّعي المثالية كثيرًا، ولكن يجب أن نبدأ في تغيير أنفسنا وأفكارنا وقناعاتنا البائدة. يجب علينا ذلك؛ لأن المرحلة تتطلب منا التغيير لبعض قناعاتنا والتنازل للبعض لنقترب وتتماسك القلوب قبل الأيدي. كما يجب بناء عقول أجيالنا على الرقي والتواضع والتسامح والمحبة الصادقة لتجفيف مستنقعات البعوض والملاريا شيئًا فشيئًا، لعل الله يخرج منهم أفضل منا خُلقًا وخَلقًا، ويضع فيهم فكرًا نيِّرًا تنمو به الأوطان والأذهان. التربية يجب أن تكون تربية حب ومحبة وسلام (علّموا أولادكم ومن حولكم الحب وازرعوه في نفوسكم وفي نفوس مَن حولكم، لا تعلموهم العداوة والبغضاء والكراهية، علّموهم الحب فقط). دعونا نطلق لهذه الفطرة السليمة العنان وأن نبتعد عن تربيتنا ونعراتنا لأجيالنا قليلا، دعونا نطلق الحب والسلام والطمأنينة في أنفسنا. حتمًا ستجدون مَن هم أفضل منا تربية ودينًا وخلقًا وتسامحًا ومحبة. مع كامل الود والتقدير. خاتمة: في زحمة أصوات خلق الله تعد المدى حلق بفكرك يصير الحلم حرًّا طليق حاول تجي الصوت لا تقبل تكون الصدى ما ينفع تموت هقواتك برجوى غريق