لابد أن كلا منا مر في مرحلة من حياته بحب فاشل ؟ سماه كذلك لأنه لم يحقق فيه ماتمناه وقتها فيمن احب. أو أن حبيبه قد خذله بشكل أو بآخر. أو أنه اعتقد أن ظروفه كانت أصعب من أن تعينه على الحفاظ على ذاك الحب. وكما نمر بفترات تغير خلال مراحل حياتنا فعلاقتنا بالحب أيضا تنضج كلما مررنا بإخفاقات أكثر. لا يعني ذلك أن عليك أن تعيش تعيسا لمرات كي تسعد وتتعلم. إنما أعتقد أن التجارب قد خلقت من أجل الأقوياء والحكماء والأكثر حظا في العالم. فهم يرسمون لنا بآلامهم حكمة الغد حتى نتجنب الوقوع في نفس تلك الحفر التي جرحت أضلاعهم. لكن رغم ذلك يظل موضوع الحب موضوعا شائكا لابد أن يفتك بأي منا في أي لحظة . القليل منا من يستطيع أن يمارس حياته بعد حب فاشل باصرار واحترام شديد لما تعلمه من التجربة . وغالبا مايمر الكثير بانهيارات تجعل كل خطواته في أي اختيار جديد محسوبة للغاية . واحتساب الخطوات وإن بدا شيئا إيجابيا إلا أنه قد يجعل هذا الانسان حذرا بشكل مفرط لدرجة أنه قد يفقد أي علاقة جديدة من شدة خوفه من تكرار ماحدث له. واعتقد أن المسألة هنا لاتحتاج إلى أكثر من برمجة ذاتية لو تعلمناها لكانت تجارب الحب كلها ناجحة حتى مايبدو منها فاشلا . كيف؟ أظن أن أسوأ مايحدث لنا عند فشل العلاقة هو شعورنا بأننا لم ننل حب الطرف الآخر مثلا ، أو أنه لم يقدر تضحياتنا ، أو أنه لم يتفهم ماأردناه وظلمنا ، أو أنه لم يحترمنا حين اختار أكثر الطرق فظاظة لانهاء العلاقة . وقد تعلمنا من علم البرمجة العصبية اللغوية أننا لابد في أي مشكلة تواجهنا أن نضع أنفسنا مرة في مواجهة ذواتنا لنحاسبها عما اقترفت من خطأ لتصل لتلك النتيجة ، ومرة في مواجهة الآخر لنكتشف مثلا هل كان اختيارنا صحيحا ، وهل قمنا بشىء ما أزعج الطرف الآخر ، أو هل تفهمنا حاجاته أم أننا انشغلنا فقط في التفكير بميلنا الكبير نحوه؟ وفي رأيي أن كل أمر في حياتنا لابد أن نطبق عليه نفس البرمجة ذاتها لأنها ستقودنا حتما إلى الراحة والرضا عن أنفسنا وربما عن ذاك الطرف الذي قد نعتبره عدوا لنا فيما بعد . المهم عليك أن تقود هذه المعركة بنفسك دون مساعدة غير تلك الكلمات الشفافة التي ذكرناها. فإن استطعت النجاح وأعني هنا حقا وصلت لمرحلة الرضا بماقدر لك فقد قمت بالخطوات بشكل صحيح ووضعت كل ماقمت به في هذه العلاقة محل التحليل فأدركت أخطاءك وسامحت الطرف الآخر أو على الأقل عرفت يقينا أنه لم يكن الشخص المناسب الذي يستحق كل العاطفة الجميلة التي بداخلك. بيد أن كل علاقة في الحياة فيها نوع من الجمال إن أدركنا أنها حتى تستمر لابد ألاتمسك بعنقها باعتبار أنها ملك لك ، و أن تشعر الطرف الآخر بأنه كالطائر يحلق بارتياح حولك دون أوامر مسبقة منك بطريقة التحليق فذلك يجعل من اقترابه منك متعة . بمعنى أن ينساب بين يديك بشوقه ورغبته دون مواعيد مسبقة تدفعه ليخلص لك أكثر. وكلما جعلت للحب مساحة تتعدى احتياجاتك فيه واحتراما لاحتياجات الطرف الآخر كانت عاطفة الحب أجمل بداخلك حتى وإن بدا أنها انتهت لسبب ما. لؤلؤة: ( عندما تصاب بأي جرح عاطفي يبدأ الجسم في القيام بعملية طبيعية كالتي يقوم بها لعلاج الجرح البدني ...دع العملية تحدث و ثق أن الله سبحانه و تعالى سيشفيك مما أصابك. ثق أن الألم سيزول ...وعندما يزول ستكون أقوى و أسعد و أكثر إدراكاً ووعياً .وبعد فترة ستدرك أن الحب لا يعني مجرد الميل ...و الصحبة لا تعني الأمان و الكلمات ليست عقوداً ...و الهدايا ليست وعوداً ... و ستبدأ في تقبل هزائمك برأس مرفوع و عينين مفتوحتين ...و صلابة تليق بإنسان قوي و ليس بحزن الأطفال .و ستعرف كيف تنشئ كل طرقك بناءً على أرضية اليوم لأن أرضية الغد غير مستقرة تماماً كبناء خططك عليها ...و ستعرف بعد فترة أنه حتى أشعة الشمس قد تحرق.إذا تعرضت لها طويلا ًو لذلك عليك بزرع حديقتك و تزيين روحك بدلاً من أن تنتظر من شخصٍ آخر أن يأتي إليك بالورود ...و ستعرف أن بإمكانك حقا أن تتحمل ...و أنك بحق أقوى).