احتلال صفوي جديد لعاصمة خامسة، نجح به نظام إيران من الاستيلاء على القرار والكيان القطري، وذلك بعد سيطرة ملالي طهران وحرسها الإرهابي على كل من بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت. وساعد إيران على ذلك استعداد الدوحة وتصريحات قيادتها المثيرة والعلنية، بأن الأزمة التي تعاني منها بلادهم مع الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب تعتبر «فرصة تاريخية» لتطوير العلاقات والصلات في كافة المجالات مع طهران. الوجه الحقيقي العلاقات القطريةالإيرانية ظهر وجهها الحقيقي، خلال الاتصال الهاتفي الذي جرى بين أمير قطر والرئيس الإيراني واستعداد الطرفان لتطوير العلاقات بينهما في كافة المجالات، وهو ما يدل على مصداقية كافة التهم الموجهة للقيادة القطرية حول ضلوعها في دعم وتمويل الإرهاب والتآمر على الأمة العربية بدعم أعدائها. وما دلل أكثر على تآمر نظام الدوحة على أشقائه الخليجيين والعرب، تصريح الأمير تميم في يونيو الماضي -بداية الأزمة- بعدم وجود علاقات له مع نظام طهران، بينما هو غارق في أحضانها ومستعد لتقديم كافة فروض الطاعة والولاء لها. ومن المعلوم أن جملة «تطوير العلاقات في كافة المجالات» تقود -في معناها الواضح لا المبطن- «تلبية طلبات وأوامر طهران، والقبول بها عرابا ومتحكما في مقاليد الحكم في قطر والارتهان بقرارها السياسي لخامنئي وحرسه الثوري الإرهابي»، خاصة أن ذلك التصريح سبقه تقدير من حاكم قطر لمواقف طهران إزاء عقوبات الدول المكافحة للإرهاب وإجراءاتها ضدها، ما يكشف جليا وبوضوح نوايا نظام الدوحة السيئة في مواصلة واستمرار سياساته التآمرية ضد جيرانه وأشقائه العرب بدعمه لمخططات طهران التخريبية والطائفية في المنطقة. غياب عقول في المقابل، سقطت الدوحة وربيبتها طهران، وما تناولته عقول قادتها الغائبة عن الحقائق والغارقة في الأوهام وأضغاثها، من نيل مبتغاهما ومآرب نظاميهما ونواياههما الابتزازية التي تبددت، عبر الترويج لمطالب واهية بتسييس فريضة الحج في توجه مريب وعدواني ومعيب في آن واحد، وهو ما لاقى أشد الاستنكار والغضب من العالمين العربي والإسلامي، اللذين تعاملا مع دعوات الشر الصادرة من طهرانوالدوحة على أنها عدوان بكل ما تعني الكلمة. ورغم ما سبق لم تتوقف الدوحة عن محاولاتها نشر الشائعات والأكاذيب لأسباب مغرضة، وذلك خلال محاولتها منع مواطنيها من التوجه إلى الأراضي المقدسة، التي بددتها الدعوة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين بناء على وساطة الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني، وتكفل باستقبال الحجاج القطريين وتسهيل أدائهم للمناسك واحتضانهم مثل كل عام، لتخسر قيادة قطر مرة جديدة رهاناتها المسمومة، وتسقط أكثر باتجاه الهاوية التي اختارتها لنفسها، معتقدة أن الأوهام والرياء والمناورات الكاذبة، سوف تجنبها حتمية المصير الذي اختارته، مواصلة الانسلاخ عن محيطيها الخليجي والعربي عكس رغبة شعبها الذي بينت الأزمة رفضه القاطع لتوجيه بوصلته شرقا ناحية إيران. الحق والخير ومن المعلوم أن الحق دائما ينتصر على الباطل، والخير هو قاهر الظلام والشر، فها هي قطر تخسر كل رهاناتها، لأنها لا تعرف إلا الشر، فكان مصيرها مزيدا من الارتهان والعزل الإقليمي والدولي، ونيل غضب شعوب المنطقة والجوار التي اكتوت بنيران إرهاب وسياسة قطر ودعمها للتطرف وانتهاجها سياسة فرق تسد، التي صدرتها ضمن توجيهات قيادتها لشق الصف وإشاعة النزاعات والتدخل بشؤون الآخرين وانتهاك سيادات الدول في محاولات بائسة للهيمنة والتحكم والسيطرة التي اعتقدت قطر أنه بإمكانها تحقيقها. وقطر لم تترك حبر اتفاق الرياض يجف، وهي القمة التي أمها قادة أكثر من 55 دولة في أكبر قمة عربية وإسلامية أمريكية شهدها العالم، لتعطي ظهرها لمخرجات الاتفاق الذي أمَّن على عزل وتحجيم نظام دولة إيران باعتبارها الأولى في الإرهاب، والراعية الأكبر له، علاوة على الوقوف حائط صد منيع ضد مخططاتها التوسعية الطائفية في المنطقة، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من وحدة كيان ومصير عربي واحد مشترك، خاصة وأن طهران نجحت في السيطرة على سوريا والعراق ولبنان واليمن، مستغلة الأزمات التي ضربت هي والفوضى أطنابها تلك الدول.