حذر منذر ماخوس المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات السورية من أن اجتماع أستانة يشكل سلاحا ذا حدين، حيث من الممكن أن تتحول مناطق خفض التوتر إلى بداية لتقسيم سوريا. وأضاف ماخوس: إنه بالرغم من مضي سنة و8 أشهر على بدء المحادثات إلا أنه حتى الآن لم تتطرق جميع الأطراف إلى مناقشة مرحلة الانتقال السياسي، مشيرا إلى أن إيرانوروسيا -وهما دولتان فاعلتان جدا- تواصلان دعمهما نظام الأسد بقوة. ودعا إلى الاعتماد على المواقف العملية بالنسبة لمواقف الدول فيما يتعلق بعملية الانتقال السياسي في سوريا. من جهة أخرى، أعلن التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الذي تقوده الولاياتالمتحدة أن قافلة مسلحي التنظيم الإرهابي وأفراد أسرهم ما زالت في الصحراء السورية، بعدما عادت أدراجها من الحدود العراقية. وأكد التحالف في بيان له أنه ليس معنيا بالاتفاق الذي أبرم بين النظام وميليشيا حزب الله من جانب وتنظيم داعش من جانب آخر. ضربات جوية المتحدث باسم التحالف، الكولونيل ريان ديلون، أوضح أن قافلة مسلحي تنظيم داعش الإرهابي وأفراد أسرهم والتي عادت أدراجها من الحدود العراقية تضم حوالي 300 مسلح من داعش و300 من عائلاتهم، مشيرا إلى أن قوات التحالف استخدمت الضربات الجوية، لمنع القافلة من العبور إلى منطقة يسيطر عليها التنظيم على الحدود السورية-العراقية. وأضاف ديلون: إن التحالف مستمر في مراقبة القافلة وتعطيل تحركها شرقا للانضمام إلى المناطق التي يسيطر عليها التنظيم بالقرب من الحدود العراقية السورية. وطلب التحالف من روسيا في وقت سابق إبلاغ نظام بشار الأسد بأنه لن يسمح للقافلة التي تتألف من 17 حافلة بمواصلة التحرك شرقا صوب العراق، مؤكدا أن التحالف سيضرب عناصر التنظيم إذا حاولوا التحرك نحو الحدود العراقية السورية. تأكيد وصول وعلى صعيد متصل، كشفت مصادر مطلعة السبت أن أكثر من مائة مسلح من القافلة التي تقل المئات من مسلحي وأفراد عائلات تنظيم داعش تمكنوا من الوصول إلى مناطق سيطرة التنظيم بريف دير الزور شرقي سوريا. وأكدت المصادر قيام مسلحي داعش بالدخول نحو مناطق سيطرة التنظيم على شكل أفراد، عن طريق التهريب، انطلاقا من نقطة التبادل التي تم الاتفاق عليها مع ميليشيا حزب الله اللبناني قرب بلدة حميمة بمنطقة السخنة. وترك المسلحون أسلحتهم في الحافلات وتوجهوا نحو طرق فرعية في المنطقة، حيث كان في انتظارهم عناصر من التنظيم، ليتم نقلهم باتجاه مدينتي الميادين والبوكمال بريف دير الزور. وقالت المصادر: إن حوالي 10 من الحافلات هي كل ما تبقى في نقطة حميمة، وبداخلها مسلحون وعائلات من تنظيم داعش، ويرافقها الهلال الأحمر السوري ومجموعات عسكرية من قوات النظام ومجموعة من ميليشيا حزب الله اللبناني. ولا تزال الحافلات المذكورة متوقفة في نقطة التبادل المتفق عليها سابقا، بالتزامن مع استمرار دخول عناصر التنظيم بشكل فردي. وكان التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة قد أعلن في وقت سابق منعه وصول القافلة إلى مناطق سيطرة التنظيم في البوكمال على الحدود السورية العراقية، وفق ما تنص الصفقة بين التنظيم وميليشيا حزب الله، والتي تم بمقتضاها إخراج عناصر التنظيم من لبنان والقلمون الغربي. المركز الأمني وفي الرقة، وبعد سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» الجمعة على المدينة القديمة أصبحت هذه القوات على مشارف المربع الأمني الذي يتحصن فيه تنظيم داعش. وللمدينة القديمة في الرقة أهمية تاريخية وأثرية وتشتهر بأسوارها التي تعود إلى العصر العباسي، ووسط المدينة منطقة مكتظة بالمدنيين ما يجعل العمليات العسكرية معقدة. وتخوض «قوات سوريا الديمقراطية» -تحالف فصائل كردية وعربية، بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن- منذ نحو ثلاثة أشهر معارك في الرقة، وباتت تسيطر على أكثر من 60 في المائة منها. وقد دخلت «قوات سوريا الديمقراطية» للمرة الأولى المدينة القديمة قبل شهرين بعدما فتحت طائرات التحالف الدولي ثغرتين في سورها القديم. وقال المتحدث باسم «قوات سوريا الديمقراطية» طلال سلو: «تمت السيطرة على كامل المدينة القديمة في الرقة بعد معارك مع داعش» في إشارة إلى تنظيم داعش. وباتت قوات سوريا الديمقراطية -على حد قوله- على مشارف المربع الأمني للتنظيم الإرهابي في وسط المدينة حيث تتواجد كافة مقراته الرئيسية. دروع بشرية ويتحصن تنظيم داعش في وسط المدينة، حيث المؤسسات الخدمية مثل قصر المحافظ ومبنى المخابرات الحربية والمجمع الحكومي. وتعد أحياء وسط مدينة الرقة الأكثر كثافة سكانية ما يعقد العمليات العسكرية، لا سيما أن التنظيم الإرهابي لا يتردد في استخدام المدنيين «دروعا بشرية» ويمنعهم من الهرب، وفق شهادات أشخاص فروا من مناطق سيطرته. ودفعت المعارك داخل مدينة الرقة عشرات الآلاف من المدنيين إلى الفرار. وتقدر الأممالمتحدة أن نحو 25 ألفا لا يزالون محاصرين داخل المدينة، يعتقد أن غالبيتهم في وسطها. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره: إن اشتباكات تدور عند أطراف حي المنصور في المدينة القديمة المحاذي للمربع الأمني. وقدر مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن أن نحو ألف إرهابي لا يزالون في مدينة الرقة.