فقد قطاع السياحة والفندقة في الدوحة للعيد الثاني على التوالي الإيرادات الضخمة التي كان يحصل عليها سابقا من السياح السعوديين الذين كانوا يمثلون الركيزة الأساسية في إشغالها وبنسبة تتجاوز 75%، حيث صممت منتجعات عائلية لاستقطاب السعوديين كما هو الحال في منتجع سلوى العائلي الذي تكلف إنشاؤه مليارات عدة وبات معطلا حاليا لعدم وجود زبائن . وأوضح مصدر قطري أن قطاع السياحة القطري فقد عماده الأهم منذ الأزمة الرباعية، مشيرا إلى أن منتجع سلوى العائلي الضخم متوقف تماما في الوقت الحاضر، كما أن سوق واقف الجديد في الوكرة الذي يعد نسخة عن سوق مماثل في الدوحة والذي كان يستهدف السعوديين بالدرجة الأولى فقد زبائنه، لافتا إلى أن الفنادق دخلت مرحلة الخسائر، حيث لم تعد الإيرادات تغطي حتى تكاليف التشغيل، الأمر الذي دفع بعض الفنادق إلى تسريح معظم عمالتها. وقال رئيس غرفة الشرقية والرئيس السابق لمجلس الأعمال السعودي القطري عبدالرحمن العطيشان: إن قطاع السياحة القطري أصبح في مهب الريح بعد فقدان ركيزته الأكبر المتمثلة في السياح السعوديين، لافتا إلى أن إشغال الفنادق القطرية لا يتجاوز 20% بدون مبالغة بل أقل مع تسريح العاملين، وبين أن السياح القادمين من وجهات أخرى إن وجدوا ستكون تكاليف رحلاتهم باهظة، بسبب عدم السماح لطائراتهم بالمرور في أجواء المملكة والإمارات والبحرين، الأمر الذي يفاقم خسائر القطاع. وقدر نائب رئيس لجنة النقل البري بغرفة الشرقية سالم السالم نسبة السياح الذين كانوا يتوافدون إلى قطر بنحو 15% من مجمل السياح السعوديين في إجازة العيد، وأن معظم هؤلاء كانوا يذهبون برا بحكم قرب المسافة، ولوجود منتجعات مخصصة للعائلات، لافتا إلى أن السياحة القطرية فقدت أكبر رافد مالي داعم لبقائها. وأشار عضو اللجنة السياحية بغرفة الشرقية سابقا المستثمر في قطاعي السفر والفندقة عبدالله بوخمسين إلى أن قطر لا تتمتع بمقومات سياحية طبيعية، وتعتمد فقط على المجمعات التجارية والمنتجعات الترفيهية التي أنشئت خلال ال12 عاما الماضية، وقد استفادت أولا من قرب محافظة الأحساء والمنطقة الشرقية بما تمثلان من بعد سكاني، كما أتاح تقديم القطرية عروضا كبيرة على السفر إلى قطر نقل سعوديين من 10 محطات بمختلف مناطق المملكة، أن يكونوا القاعدة الأكبر لعمل القطاعين الفندقي والسياحي في قطر. ولفت بوخمسين إلى وجود تذمر من فنادق عالمية من تكبدها للخسائر المتواصلة منذ أشهر عدة رغم تخفيض أسعارها إلى أقل من النصف، من أجل تغطية نفقاتها التشغيلية على الأقل، مشيرا إلى أن استمرار الوضع لأشهر عدة بهذا الشكل سيجعل من الصعب على هذه الفنادق العمل، مضيفا: إن متوسط أسعار الفنادق العالمية من فئة 5 نجوم انخفض إلى أقل من 200 دولار. بدوره أشار حمود ناصر صاحب مكتب سياحة وسفر بالخبر إلى أن حملات الدعاية التي قامت بها المؤسسات السياحية القطرية لم تفلح في جذب سياح من جهات أخرى رغم تقديم إقامات مجانية ضمن العروض، لافتا إلى أن الوضع سيكون أكثر سوءا مع اقتراب المونديال، وعدم اكتمال الكثير من المشاريع. يأتي هذا في الوقت الذي كانت شركة الطيران «القطرية» تنقل فيه سياحا سعوديين من 10 محطات مختلفة في المملكة وبتسهيلات جعلت من قطاع السياحة القطري ثاني أكبر رافد للاقتصاد القطري بعد الغاز.