أكد الدكتور إبراهيم الصيني عميد معهد السياحة في جامعة الملك عبد العزيز في جدة أن المعهد سينتهي في الأشهر الثلاثة المقبلة من دراسة لتحديد احتياجات سوق العمل من أجل فتح أقسام للطالبات في المعهد. وأضاف الصيني في حوار له مع أن توافر العمالة السعودية المؤهلة والمتدربة التي لديها القدرة على التحدث باللغة الإنجليزية هو المعضلة الأبرز الذي يواجهه قطاع الإيواء الفندقي في السعودية. فإلى تفاصيل الحوار وفقا للإقتصادية: ما الدور الذي يقوم به معهد السياحة في جامعة الملك عبد العزيز؟ المعهد يهتم بكثير من الجوانب التي تتعلق بالسياحة، حيث يدرس الطلاب في تخصصات السياحة والفندقة وغيرهما، ويقدم دورات تنفيذية متخصصة للمحترفين في الفنادق لتطوير مهاراتهم ومن خلال الدورات التنفيذية وبرامج الإتيكيت والبروتوكول الدولي في استقبال الوفود الرسمية ورجال الأعمال وترتيب اللقاءات بشكل احترافي. أيضا لدينا جانب بحثي وتعاون مع مراكز البحوث في العالم في مجال السياحة والضيافة، والدراسة في المعهد باللغتين الإنجليزية والفرنسية لدعم الشاب السعودي بأكثر من مهارة ومنها اللغات، حيث يتحدث أكثر من لغة مما يمنحه ميزة عند انضمامه للعمل في أحد الفنادق العالمية العاملة في المملكة أو المنتجعات السياحية. متى أنشئ المعهد؟ وكم عدد الخريجين منه حتى الآن؟ وهل دبلوم المعهد معترف به أو يخول للطالب إكمال البكالوريوس؟ تخرج من المعهد أربع دفعات بعدد إجمالي 150 طالبا تقريبا. دبلوم المعهد معترف به داخل المملكة بشراكة استراتيجية مع مدرسة لوزان للفندقة في سويسرا وجار استكمال اعتماد برنامج دبلوم المعهد من قبلهم مما يتيح لخريجينا إكمال دراسة البكالوريوس في سويسرا إذا رغب الطالب في ذلك كما يستطيع الطالب إكمال البكالوريوس في المعهد عندما يتم تدشينه مستقبلا. ما الخطط المستقبلية للمعهد لدعم السياحة السعودية؟ أكثر ما يحتاج إليه قطاع السياحة العمالة الوطنية المدربة وهي المشكلة التي تواجه جميع الفنادق والمنتجعات، أنها لا تجد العمالة السعودية المدربة التي تتحدث اللغة الإنجليزية ولديها في الوقت نفسه الروح والمتابعة والاستمرار بالعمل. فكانت تلك معضلة أمام القطاع الفندقي والسياحي، وفي المعهد نسعى إلى اكتشاف الطاقات السعودية الشابة وتأهيلها وتدريبها على مستوى عال ونكتشف من لديهم التزام واستمرارية. هل هناك متابعة من قبلكم لما بعد التخرج؟ من تخرج من الطلاب والتحق بالعمل في فنادق كبرى وجدت فرقا بين خريجي المعهد وخريجي المدارس الأخرى، حيث إن الشاب بمجرد تخرجه يمارس عمله منذ اليوم الأول في أي فندق دون أن يحتاج إلى تدريب أو تعلم لغة بل إنه مدرك لكل المهام، ودورنا في مجال السياحة أن يكون لدينا كوادر وطنية لدعم الاقتصاد السياحي. ما أبرز العوائق التي تواجه السياحة الداخلية؟ أعتقد أن العوائق محدودة، والقطاع السياحي تأخر في تقديم خدماته للمجتمع، وبالتالي الناس سافرت إلى الخارج وشاهدت التقدم في بعض الدول المجاورة فأصبحت تبحث عن المستوى ذاته بالسياحة الداخلية. وهذا ما يجعلنا أمام مطالب بسرعة الاستفادة من مقومات المملكة السياحية في تفعيل هذا الجانب، للارتقاء بمستوى السياحة والخدمات التي تقدم للسياح، أو الاستفادة من هذا القطاع في دعم الاقتصاد الوطني، لزيادة الناتج القومي أو توفير آلاف الفرص الوظيفية. ما الحلول من وجهة نظرك؟ بدأنا منذ سنوات عدة في هذا الاتجاه، وأصبح الآن هناك سياحة داخلية وفي نظري أن مصطلح "الوجهة السياحية المتكاملة" غائب نوعا ما لدينا. السائح مع أسرته يحتاج إلى سكن مناسب وتسوق ومدن ترفيهية وغيرها ولا بد أن تكون جميع تلك العناصر متكاملة. وإن لم تتكامل تلك العناصر في أي وجهة سياحية فستكون عائقا أمام تطورها، الحل يكمن في التركيز على الوجهات السياحية بتوفير جميع الخدمات فيها ليصبح هناك سياحة داخلية. هل لديكم دراسات تتعلق بالسياحة خاصة مستوى دور الإيواء؟ لا توجد دراسة حول ذلك، نفتقد لتقييم الجودة في الفنادق، حيث إن هيئة السياحة تقوم بتقييم مستوى الفنادق ولديها نظام جيد ومطوّر حول ذلك، إلا أنه لا يوجد مقياس للجودة في الفنادق. وهناك نظام عالمي معروف يقيس الخدمة من خلال زبون سري يقيم في الفندق ويقيِّم الفندق دون أن يُعرَف أنه أتى لقياس الجودة، وهذا المصطلح بدأ الآن لدى هيئة السياحة ومهتمة به، وهناك شركات عالمية تقوم بالتقييم، ولكنه اختياري، حيث إن الفندق هو الذي يختار تقييم نفسه. هل تعتقد أن دور الإيواء في السعودية تلبي الاحتياجات والطلب حاليا؟ الإيواء يقسم إلى ثلاث فئات فئة اقتصادية بنجمتين وأقل، ومستوى متوسط ثلاث نجوم وبعض الأربعة نجوم، والمستوى الأعلى خمسة نجوم. وكل منطقة في المملكة لها احتياج مختلف عن المنطقة الأخرى مثل الرياض لديها اكتفاء حاليا في فنادق فئة خمس نجوم، ولا يوجد لديها احتياج، في الوقت التي تحتاج فيه مدينة جدة إلى إنشاء دور إيواء إضافية خلال المرحلة المقبلة، وبالتالي تختلف كل منطقة ولها حسابات تحدد الاحتياج الدقيق لكل مدينة. ما أهم الاستثمارات المتاحة في القطاع السياحي والفندقي من وجهة نظرك؟ وما حجمها؟ أكثر الاستثمارات حاليا في مكةالمكرمة. الآن مشروع جبل عمر بدأ يجهز ومشاريع أخرى قادمة، حيث إن عدد الغرف الفندقية التي ستضاف إلى سوق الإيواء في المملكة أغلبه في مدينة مكةالمكرمة في الدرجة الأولى. والمشروع الآخر الواعد مشروع العقير في المنطقة الشرقية تم اعتماد الميزانية الخاصة بالبنية التحتية هذا من المشاريع الواعدة أيضا هناك خمسة منتجعات سياحية على البحر اعتمدتها الدولة في منطقة تبوك. ما الفرص الاستثمارية المتاحة؟ هناك فرص استثمارية عديدة في القطاع السياحي والفندقي في المملكة وفي كل مدينة تقريبا، سواء كان المستهدف من خارج المملكة من الحجاج والمعتمرين وأيضا السياحة الداخلية. الدراسات العالمية أخيرا تشير إلى أن الاستثمار السياحي في المملكة يعتبر من أعلى المعدلات العالمية في الوقت الراهن. كيف ترى البنية التحتية للسياحة في المملكة؟ المستثمر دائما يتشجع لإنشاء مشاريع استثمارية وتكون الجدوى مشجعة متى ما ارتفع حجم الطب. عندما يكون هناك طلب العرض يزيد كلما كان هناك طلب. وأتوقع أن ترتيب الإجازات بين هيئة السياحة ووزارة التربية والتعليم، بتحديد إجازة نصف الفصل الدراسي وبين الفصلين أسهم في تعزيز السياحة الداخلية. وعندما يكون هناك تعزيز للسياحة الداخلية البنية التحتية تقوى مع الطلب الموجود، ويكون هناك حراك للسياحة يزداد العرض وبالتالي الأسعار تنخفض معه. والسياحة الداخلية واعدة لكن لا بد أن نهتم بقضية الوجهة السياحية المتكاملة، مثلا رالي حائل بدأ يستقطب زوارا ولو استكملت سيصبح هناك توسع كبير في السياحة الداخلية. كيف ترى أهمية جذب استقطاب السياح الأجانب للمناطق السياحية في المملكة؟ العدد الأكبر الذي سيؤثر ويعزز السياحة في المملكة هي السياحة الداخلية، السياح من الخارج فئتان فئة تأتي لفريضة الحج والعمرة وهي عدد كبير جدا لا بد أن تؤخذ في عين الاعتبار ونوظف العدد القادم للحج والعمرة بتمديد إقامته يومين أو ثلاثة في بعض البرامج السياحية الموجودة في المناطق المحيطة بمكةالمكرمة والمدينة المنورة، الفئة الأخرى هي فئة السياح الأجانب الذين قدموا لمناطق أثرية وسياحية محددة مثل تبوكونجران والعلا هذا ما زال العدد فيه ضعيفا ومحدودا لا بد من الاهتمام الأكبر به وتسهيل إجراءات الفيزا لجذب اهتمام زوار جدد للمنطقة. هناك عزوف من رجال الأعمال عن الاستثمار في بعض المناطق الأخرى، وعلى سبيل المثال في منطقة نجران ومحافظة العلا. ما سبب ذلك؟ دائما رجل الأعمال أو المستثمر حينما يجد فرصه للاستثمار لن يتأخر ولكن الفرصة الاستثمارية بتلك المناطق غير واضحة إذا رغب المستثمر بناء فندق في العلا مثلا وتصل نسبة الإشغال لديه 10 أو 20 في المائة في العام، بالتأكيد المشروع بالنسبة له سيكون فاشلا. لا بد أن تكون الفيزا ووسيلة الوصول للمكان سهله، ووجود برنامج ثقافي متكامل في المنطقة السياحية وأكثر من خيار تجذب السائح لزيارتها كزيارة معالم سياحية وليال ثقافية وبرامج غوص في مناطق البحر الأحمر وغيرها. يشتكي السياح في المملكة من تدني مستوى النظافة والخدمات في دور الإيواء خاصة في الشقق المفروشة. ما رأيك؟ الشقق المفروشة عدة مستويات من يبحث عن شقة مفروشة بسعر بسيط لا بد أن يكون مستواها يساوي القيمة التي دفعها. وهيئة السياحة تصنف الشقق المفروشة إلى فئتي "أ" و"ب". ويواجه المستثمرون في الشقق المفروشة خسائر بسبب أن بعض المستخدمين لا يحافظ على سلامتها ونظافتها وبالتالي الخسائر تصبح عالية ولا يعمل صيانة وتجديدا. وأطالب بأن تكون الرقابة على الشقق المفروشة بمستوى أفضل ولا بد أن يكون لدينا تثقيف للمجتمع بالمحافظة على الممتلكات العامة والخاصة. إضافة إلى تأسيس منظمة مجتمع مدني تسهم في تحسين مستوى الشقق المفروشة حسب العرض والطلب، حيث تقوم بوضع معايير وتقييم وإنشاء موقع إلكتروني لها يتيح للزوار تقييم الشقق التي أقاموا فيها من خلاله. ألا ترى أن إقبال العائلات السعودية على الشقق المفروشة أصبح في تزايد؟ العائلة السعودية بشكل عام معروف أن متوسط عدد أفرادها 5.3 شخص، ويعتبر عاديا جدا مع أن المعدل العالمي لعدد أفراد الأسرة في العالم 1.6. بالتالي نسبة عدد أفراد الأسرة السعودية أكبر لذلك يفضلون أن يكونوا في شقة حتى يتوسعوا فيها وتكون أقل تكلفة عليهم. الآن هناك تغيير في النمط وعدد أفراد الأسرة السعودية انخفض المعدل، وبالتالي الفئة إذا كانت عائلية ما زالت تفضل شقة مفروشة، أما إذا كان السائح رجل أعمال يفضل أن يقيم في فندق لكون خدمات الفندق أفضل من خدمات الشقق المفروشة. وقد شهدت دول الخليج ثورة وانتشارا للشقق المفروشة لاستقطاب العائلات السعودية بالذات في مدينة دبي. لكن الدراسات الحديثة تشير إلى أن الشقق المفروشة من الممكن أن تبدأ في الانحسار لكونها غير مربحة للمستثمرين، إنما المستثمر الفندقي أرباحه أفضل، ونمط الأسرة السعودية متنوع، العائلة الكبيرة تفضل الشقق المفروشة والعائلات الصغيرة تفضل الفنادق. ما مستوى الإقبال على المعهد من الطلاب؟ الإقبال على مستوى المملكة ممتاز، ولكن مقارنة بالمجتمعات الخارجية أعتبره ضعيفا، السبب أن ثقافة العمل في القطاع السياحي والفندقي بالنسبة للمجتمع السعودي تعتبر جديدة نحتاج إلى بعض الوقت لتصبح هناك قناعة من قبل بعض العائلات في المجتمع وقناعة من قبل الشباب والشابات في هذا المجال. لكن في الآونة الأخيرة أصبح القطاع السياحي جاذبا للشباب .. أليس كذلك؟ من خلال متابعتي نوعية الطلاب الذين يأتون إلينا في المعهد هناك تغير كبير في ثقافة المجتمع، حيث إنه كان في البداية لا يتقدم للمعهد إلا من لم يحالفه التوفيق في كليات أخرى، ومنذ عام ونصف أصبح يأتي طلاب سجلوا في الجامعة للالتحاق عن رغبة في معهد السياحة، والإقبال بدأ يزداد. كم عدد الطلاب الملتحقين بالمعهد؟ إلى نهاية الفصل الماضي كان 50 طالبا، في حين أن إمكانات المعهد تستوعب نحو 400 طالب وقد يصل العدد في الفصل الأول إلى 80 طالبا. هل هناك مجال لالتحاق الطالبات بالمعهد؟ حاليا لا يوجد طالبات، ولكن تم تكليفنا من قبل مدير الجامعة بإعداد دراسة لتحديد احتياج سوق العمل لفتح قسم للطالبات وتحديد نوعية الأقسام المرغوبة أكثر التي تحتاج إليها السوق سواء من قطاع الأعمال أو الطالبات. وتساهم معنا الدكتورة آمال الشيخ المتخصصة في الترويج السياحي في الجامعة كمستشار غير متفرغ لإنجاز الدراسة خلال ثلاثة أشهر. ما أوجه التعاون بين المعهد وهيئة السياحة؟ يوجد تعاون كبير، هناك اتفاقية موقعة بين جامعة الملك عبد العزيز وهيئة السياحة وقعها الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار مع الدكتور أسامة الطيب مدير الجامعة، ونتيجة هذه الاتفاقية تأسس المعهد السياحي، وهو باكورة الاتفاقية بين الجامعة والسياحة. أيضا يزور المعهد هيئات دولية بالتنسيق مع هيئة السياحة. حيث زاره أخيرا وفد من منظمة السياحة العالمية بالتنسيق مع الهيئة العامة للسياحة والآثار، ولدينا عضوان من هيئة السياحة في مجلس المعهد، أحدهما مسؤول عن الموارد البشرية في الرياض والآخر المدير التنفيذي لهيئة السياحة في منطقة مكةالمكرمة.