رمي الجمرات هي أحد الاركان الأساسية للحج، لكن الكثير منا لا يعلم الحكمة من هذا المنسك الهام ، حيث جاء فى السيرة أن سيدنا إبراهيم عليه السلام جاءه إبليس لعنة الله عليه ليصده عن ذبح سيدنا إسماعيل عليه السلام، فرماه بسبع حصوات في هذه الأماكن التي يقوم الحجاج فيها برمي الجمرات ، وذكر جمع من أهل العلم أن الحكمة من رمي الجمرات هي إهانة الشيطان وإذلاله وإرغامه وإظهار مخالفته. وفقاً لفتوى لابن باز، مفتي المملكة العربية السابق، فإن الله جل وعلا، شرع للمسلمين رمي الجمار في الحج، تأسياً بنبيهم لأنه لما حج حجة الوداع رمى الجمار يوم العيد، بسبع حصوات رمى جمرة العقبة فقط، يعني الجمرة التي تلي مكة، بسبع حصوات يكبر مع كل حصاة، ثم رمى الجمار في الأيام الأخيرة، في الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر، رماها بعد الزوال، كل واحدة رماها بسبع حصوات، يكبر مع كل حصاة، ويقول -عليه الصلاة والسلام- عند أداء المناسك : (خذوا عني مناسككم)، يعني يأمر الأمة أن يتعلموا منه، وأن يعملوا بما يشاهدوا من عمله -عليه الصلاة والسلام- وما يسمعون من قوله، فهذا هو الدليل على رمي الجمار. وذكر جمع من أهل العلم أن الحكمة في ذلك إهانة الشيطان وإذلاله وإرغامه وإظهار مخالفته؛ لأنه عرض لإبراهيم - عليه الصلاة والسلام - حين أراه الله ذبح ابنه إسماعيل، ولكن من المقرر عند أئمة العلم أن الحكمة لا بد أن تكون بدليل واضح من كتاب أو سنة، فإن ثبتت فذلك نور على نور وخير إلى خير، وإلا فالمؤمن يتقبل شرع الله ويعمل به، وإن لم يدر الحكمة والعلة في ذلك، مع إيمانه بأن الله – سبحانه - حكيم عليم، كما قال -عز وجل-: إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ [الأنعام: 83]، فالله هو الحكيم العليم فيما يقضيه ويقدره، وفيما يشرعه لعباده - سبحانه وتعالى -، ومن ذلك مسألة الرمي، رمي الجمار". في مِنى يرمي الحجاج الجمرات الثلاث اليوم، والسنة أن يبدأ بالجمرة الصغرى، ثم الوسطى، ثم الكبرى "العقبة"، يرمي كل واحدة بسبع حصوات قائلاً مع كل رمية: "بسم الله، والله أكبر رغماً للشيطان وحزبه وإرضاءً للرحمن". وفى جمرة العقبة الكبرى، يرفع يديه مستقبلاً الكعبة ويصلي على النبي ويدعو بحاجته ويقول: "اللهم اجعله حجاً مبروراً وذنباً مغفوراً وعملاً صالحاً مقبولاً وتجارة لن تبور". ووقت الرمي من زوال الشمس "وقت الظهر" إلى طلوع فجر اليوم التالي ولكن السنة بين الزوال والغروب.