الجمرة لغة هي الحصاة، وشرعاً موضع رمي الجمار بمنى، والجمرة واحدةٌ، وجمعها الجَمَرات التي يرمى بها في منى، وهي ثلاث جَمَرات يُرمين بالجمَار. ورَمْيُ الجمار ركن من أركان الحج، والجمار ثلاث: الجمرة الأولى "الصغرى"، والوسطى، وهما قرب مسجد الخيف مما يلي مكة، والجمرة الكبرى، "جمرة العقبة"، وهي في آخر منى مما يلي مكة. وقال الإمام ابن الأثير رحمه الله عن الجمار: (( الجمار: هي الأحجار الصغار، ومنه سمِّيت جمار الحج للحصى التي يُرمَى بها، وأما موضع الجمار بمنى فسُمِّيَ جمرة؛ لأنها تُرمى بالجمار، وقيل: لأنها مجمع الحصى التي يُرمى بها…)). ويبدأ رمي الجمار من ليلة عيد الأضحى التي توافق اليوم العاشر من شهر ذي الحجة بعد نفرة الحجاج من مزدلفة، ويستمر حتى اليوم الثاني عشر للحجاج للمتعجلين، وإلى قبل غروب اليوم الثالث عشر لغير المتعجلين. وفي يوم العيد، يتم رمي جمرة العقبة بسبع حصيات فقط، وحجم الحصاة الواحدة أكبر من حجم حبة الحمص وأصغر من حبة البندق، أما باقي الأيام فيتم رمي الجمار الثلاث جميعاً كل جمرة بسبع حصيات؛ أي مجموع ما يرمي الحاج واحد وعشرين حصاة في اليوم. ويشترط في رمي الجمرات أن يكون المرمي به حصى، وأن تقع في الحوض الدائري، وترمى مفرقة، أي يرمي واحدة بعد واحدة، ولا يصح أن يرمي السبع جميعاً بكف واحدة، وإذا رمى السبع بكف واحدة تعتبر له رمية واحدة، أما ترتيب رمي الجمرات فيبدأ من رمي الصغرى، ثم الوسطى، ثم العقبة ولا يصح العكس. ووقت رمي جمرة العقبة يبدأ من طلوع الشمس إلى الزوال من يوم النحر، فمن رماها في هذا الوقت فقد أصاب سنتها ووقتها المختار، ولا يرمي يوم النحر غيرها، أما الضعفاء والمرضى وكبار السن ونحوهم فينصرفون من مزدلفة إلى منى بعد مغيب قمر ليلة النحر، فمتى ما وصلوا إلى جمرة العقبة جاز لهم رميها. أما وقت رمي الجمرات أيام التشريق فيبدأ من زوال شمس يوم الحادي عشر، وهو وقت دخول صلاة الظهر، وينتهي بغروب الشمس لمن ليس له عذر، والأفضل فعل العبادة في أول وقتها لمن قدر على ذلك، ولفعله صلى الله عليه وسلم وقوله: «خذوا عني مناسككم»، ويجوز الرمي ليلاً لمن كان له عذر مثل كبار السن والضعفاء والنساء. ومن السنّة أن يكبر مع كل حصاة بقوله: "الله أكبر"، ويسن في رمي الجمرات أيام التشريق أن يقف للدعاء مستقبل القبلة بعد رمي الجمرة الأولى التي تسمى الصغرى، ويجعلها على يساره، بعيداً عن الزحام، ويرفع يديه يدعو، وكذلك بعد رمي الجمرة الوسطى يجعلها عن يمينه بعيداً عن الزحام ويطيل في دعائه، وليس هناك دعاء بعد رمي جمرة العقبة.