قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: إن حل أزمة قطر يجب أن يستند إلى التزامات قمة الرياض بالوحدة في مواجهة الإرهاب. وأفاد البيت الأبيض في بيان بأن الرئيس ترامب حث «جميع أطراف النزاع القطري على إيجاد حل دبلوماسي» لإنهاء الأزمة. وأجرى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ناقشا خلالها كذلك التهديد الإيراني لأمن المنطقة. كما بحثا ضرورة هزيمة الإرهاب وقطع تمويله ومكافحة الأيديولوجيا المتطرفة. يأتي ذلك فيما لا تزال قطر تراوح مكانها من الأزمة القائمة، ولم تسع إلى مد جسور الحل بل عقدت الأزمة بتعنتها وتشبثها بموقفها وهروبها إلى الأمام. وذلك بعد تماديها في دعم جماعات التطرف ورعايتها الإرهاب، وتآمرها مع القوى المعادية لاستقرار المنطقة، وسعيها لزعزعة الاستقرار في الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، (المملكة والإمارات والبحرين ومصر) ما اضطرها لمقاطعة حكومة قطر منذ 5 يونيو الماضي. مؤتمر لندن ومع استمرار الأزمة القطرية في المنطقة وتداعياتها، تستضيف لندن في 14 سبتمبر 2017 أول مؤتمر حول الأزمة يستشرف الأوضاع وتأثيراتها على قطر. ويشارك في المؤتمر عدد كبير من الشخصيات السياسية العربية والعالمية، والمهتمين بشؤون المنطقة من أكاديميين وإعلاميين، ومن القطريين، ممن سيتباحثون حول مستقبل قطر في ضوء الأزمة التي مر عليها أكثر من ثلاثة أشهر. وحول الأزمة، صرّح النائب البرلماني البريطاني دانيال كاڨتشينسكي، والعضو السابق في اللجنة الفرعية للشؤون الخارجية، والذي يُعد خبيرا في الشؤون الخليجية، قائلا: «بالنظر إلى فداحة الاتهامات الموجهة لقطر، والتي تدعمها دول مجلس التعاون الخليجي، والتي تُعد حلفاء لبريطانيا، لذا فإن من الأهمية بمكان بالنسبة للساسة والإعلام البريطاني أن يتعرفوا ويتعاونوا مع الحلفاء الخليجيين لتوجيه النداء لقطر لإجراء الإصلاحات اللازمة، وتغيير سياساتها التي أدت إلى التوتر». وأضاف: إنني أعتبر المؤتمر مبادرة فريدة النوع، وفرصة للتعرف على آراء الإصلاحيين القطريين من أمثال خالد الهيل. وتابع: «في ظل إصرار الدول الأربع على حسم الوضع مع قطر، ووضعها أمام خياري تغيير سياساتها أو القطيعة، فإن أهمية هذا المؤتمر تكمن في التعرف على وجهات نظر ليست معروفة أو لم تكن مسموعة من قبل». المعارضة القطرية ومن جانبه، قال خالد الهيل، المتحدث الرسمي باسم المعارضة القطرية: «إننا حريصون على الحضور والمشاركة، فهذا سيكون أهم مؤتمر حول الأزمة، ولا بد أن يسمع العالم صوتنا، فحكومة قطر لا تسمح لأحد بأن يتحدث عن سياساتها أو نشاطاتها في المنطقة». وأضاف السيد الهيل قائلا: «يوجد إجماع إقليمي وقلق دولي متزايد من السياسات القطرية الحكومية التي تمثل تهديدا للأمن والاستقرار الدولي، وإذا كان العالم فعلا يرغب في وضع حد للعنف والإرهاب والفوضى، فلابد أن يضع حداً للسياسة القطرية الممولة والمحفزة له». ويشترك في النقاشات التي ستدوم ليومين أطياف سياسية مختلفة ستقدم وجهات نظرها حيال الأزمة. تميم وإسرائيل وفي السياق، كشف موقع «بوابة العين الإخبارية» الإماراتي «برقيات سرية»، كتبها دبلوماسيون أمريكيون، تؤكد أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني دعا لحل سياسي للبرنامج النووي الإيراني لتجنيب إسرائيل الحرب. ووفقاً للموقع الإماراتي، فإن ذلك كان خلال لقاء عقده أمير قطر مع أعضاء في الكونغرس الأمريكي بالدوحة، يوم الخامس من أكتوبر 2007، بصفته ولياً للعهد، مؤكداً أن السفير الأمريكي في قطر، مايكل راتني، وجه لوزير خارجية بلاده، آنذاك، برقية فصّل فيها مجريات اللقاء، ولكن بعد خمسة أيام من انعقاده. وأبرز الموقع تفاصيل البرقية الأمريكية الدبلوماسية، مؤكداً أنه خلال اللقاء، الذي جمع وفد الكونغرس برئاسة النائب الجمهوري، ألين بويد، وأمير قطر وشقيقته هند، حذر فيه تميم من أن عدم حل مشكلة الملف النووي الإيراني دبلوماسياً سيتسبب في حرب تضرّ إسرائيل. وكتب راتني في البرقية: «شرح تميم أنه على الرغم من أن قطر تختلف بالكامل مع إيران بشأن تطويرها للأسلحة النووية، إلا أننا نتشارك مع إيران في حقل كبير للغاز الطبيعي، ولذا فإن العلاقات بين البلدين يجب أن تكون طبيعية». وبحسب الموقع الإماراتي أيضاً، فإن تميم أوضح خلال البرقية أن «قطر تعتقد أنه يجب حلّ مسألة النووي الإيراني دبلوماسياً، وإلا فإن الله يعلم ماذا سيحدث، الحرب ستخلق مشكلات كبيرة للمنطقة، بما في ذلك لإسرائيل».