وضعت ميليشيات الحوثي الرئيس اليمني المخلوع، علي عبدالله صالح، تحت الإقامة الجبرية في مقر إقامته بالعاصمة صنعاء، في وقت أطلق فيه ناشطون يمنيون هاشتاق على تويتر يدعو للثأر من مقتل العقيد خالد الرضي. وأكدت مصادر محلية في العاصمة المختطفة «أن الحوثيين أبلغوا صالح بعدم مغادرة مكان إقامته، وأخبروه عن اخلاء مسؤوليتهم تجاه أمنه وحياته»، مشيرة إلى «أن مخلوع اليمن أصبح يخشى على حياته من الحوثيين، وطالب أتباعه بالتزام الهدوء مع حلفاء الانقلاب في محاولة منه للتهدئة، وذلك وسط حالة غضب واستياء واسعة من قيادات حزبه وأنصاره». رسالة إرهاب للمخلوع في غضون ذلك، أثارت صورة تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي للقيادي المؤتمري المقتول، العقيد خالد الرضى، سخطا واسعا في صفوف انصار حزب المؤتمر الانقلابي الذي يترأسه صالح. وأظهرت الصورة جثة الرضى بعد مقتله برصاص عناصر الحوثي، وأحد الميليشياويين يضع قدمه فوق الجثة، بغرض استفزاز شركاء الانقلاب؛ وفسرها نشطاء بأنها رسالة إرهاب للمخلوع وأقاربه وقيادات حزبه، وأنصاره، فيما دشن أنصار حزب المؤتمر الانقلابي على مواقع التواصل هشتاق (#دمالرضيشرارة_ثورة)، متوعدين بالثأر عبر الاستعداد وتجهيز السلاح، في مؤشرات تنذر بتطورات مختلفة عن الملاسنات والحرب الكلامية والمواجهات المباشرة المحدودة بين حليفي الانقلاب. في المقابل، ذكرت مصادر أخرى بصنعاء أن قيادات في المؤتمر الشعبي العام تمارس ضغوطا على صالح لفض الشراكة مع الحوثيين، فيما طالبت قيادات في ميليشيات الحوثي بإعلان حالة الطوارئ لمواجهة من أسموهم «الطابور الخامس»، في إشارة لقيادات موالية لحليفهم صالح. وقال القيادي الحوثي ومدير زعيم جماعة الانقلاب وعضو ما يسمى المجلس السياسي حمزة الحوثي: «إن اعلان الطوارئ أصبح ضرورة»، لافتا «أن من يمانع ذلك يعد مخالفا لدستور اليمن- الموضوع بواسطة مختطفي الشرعية -» حسب زعمه. وكانت الميليشيات حاصرت، أمس الأول، منزل صالح، ونصبت نقاط تفتيش في محيطه، في إشارة واضحة إلى تزايد التوتر بين الشريكين الانقلابيين. استفزاز من جهتها، رصدت مصادر في حزب المؤتمر الشعبي العام أن الحوثيين يستمرون في «عملية استفزاز كبيرة» لصالح باستحداث نقاط تفتيش في محيط منزله، ومنزل نجله أحمد في العاصمة، في ذات الوقت، كشفت مصادر إعلامية محلية أن عبدالملك الحوثي أصدر تعميما لميليشياته بمنع المخلوع وقيادات حزبه وأعضاء مجلس النواب من مغادرة صنعاء. ميدانيا، كثفت مقاتلات التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن بقيادة المملكة، صباح أمس، من غاراتها على مواقع وتجمعات ميليشيات الحوثي والمخلوع في عدة جبهات. وتركز القصف، بمشاركة مروحيات الأباتشي، في جبهة ميدي شمال غرب محافظة حجة، لتشن الطائرات أكثر من 20 غارة، بالتزامن مع تقدم وحدات من الجيش الوطني والسيطرة على الأجزاء الشرقية من المدينة. وشمل القصف الجوي مواقع للانقلابيين في مديرية مجز التابعة لمحافظة صعدة، والعطفين في مديرية كتاف، وفق مصادر عسكرية. كما قصفت طائرات التحالف تجمعات للميليشيات بمنطقة بني بارق في جبهة نهم شمال شرق العاصمة صنعاء، وفي جبهة صرواح غرب مأرب. وتجددت المواجهات بين الجيش الوطني وميليشيات الحوثي في منطقة يختل شمال مديرية المخاء الساحلية في محافظة تعز. من جهته، نقل «سبتمبر.نت»، التابع للجيش الوطني، عن مصدر عسكري ميداني، أن معارك ضارية بين قوات الجيش والانقلابيين دارت في الجبهة الساحلية بإسناد من طائرات التحالف العربي. فيما تواصلت المعارك بمنطقة الهاملي في مديرية موزع المجاورة، رافقها قصف مدفعي متبادل بين الجانبين. فتح تحقيق دولي وفي سياق ما سبق، دعا «المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان» لفتح تحقيق في الجرائم التي ترتكبها ميليشيات الحوثي وصالح بشكل يومي بحق المدنيين في تعز، والتي كان آخرها سقوط قذيفتين صاروخيتين، الأحد، على تجمع للمواطنين في حي بير باشا المكتظ بالسكان والمارة، ما أسفر عن مقتل 4 مدنيين، وإصابة نحو 8 آخرين بجراح مختلفة، وفقاً لمصادر محلية يمنية. ورأى المركز الحقوقي أن استهداف الأحياء المدنية بقذائف صاروخية جريمة حرب، بحسب نظام المحكمة الجنائية الدولية. كما اتهم المرصد الأورومتوسطي ميليشيات الحوثي وصالح بعدم التفريق بين المدنيين والمقاتلين ودعا إلى اتخاذ خطوات فاعلة بحقهم وتقديمهم للعدالة. وطالب المرصد المجتمع الدولي ومجلس الأمن بضرورة العمل على إيقاف الانتهاكات المستمرة بحق الإنسانية في اليمن بشكل عاجل من خلال التحرك لإنهاء حالة النزاع المسلح. بدورها، اتهمت الحكومة اليمنية، على لسان وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي، الميليشيات الانقلابية بتعمد استهداف المدنيين بشكل مستمر بهدف الانتقام منهم، داعيا المجتمع الدولي إلى فتح تحقيق بجميع الجرائم التي ارتكبتها الميليشيات الانقلابية بحق المدنيين. من جانبها، أعلنت ميريتشل ريلانيو، الممثلة المقيمة لمنظمة ال«يونيسيف» في اليمن «أن 38 طفلاً قتلوا في اليمن خلال شهري يوليو وأغسطس، وأصيب 19 آخرون». وقالت المسؤولة الأممية في تغريدة على حسابها في «تويتر»: «الأرقام الحقيقية قد تكون أعلى».