لا تجود قريحة الشعراء إلا حال تمكّن الذكرى وتأثر النفس، الشيخ مبارك بن فالح الهاجري انتقل إلى رحمة الله تعالى الأسبوع الماضي، بعد أن عرفه أهالي محافظة رأس تنورة ووضع له مكانة في قلوبهم، عرفه الفقراء والمساكين، وعرفه الطلاب وآباؤهم، وعرفته المساجد والمنابر، وعرفه الأرامل والأيتام، عرفوه بالعلم وصفاء القلب ونقاء السريرة، والنصح الدائم، وتعليم الجاهل، والحرص الدائم على تعليم الناس الخير. الشاعر سعود الشبرمي يرثي الشيخ مبارك الهاجري بهذه القصيدة: يغيب وجهك ضحكتك ما غابت تموت روحك: كلنا نبكيها غلاك يا مبارك كبير وثابت كل البشر محاسنك ترويها غلاك فينا بالمشاعر نابت محبتك لك بالدعاء نسقيها يا شيخنا كل النفوس ارتابت موتتك توجع كيف ما نرثيها الناس رغم اجناسها ما عابت من حلو روحك كلها مرضيها تزاحمت صلت عليك وذابت حزن وتناثر بالدمع خافيها موقف مهيب وكل هيبة هابت شوف الجنازة من مشى لك فيها يا كثرهم هقواتنا ما خابت وراك تسمع جرجرة رجليها كل النفوس مْكسّرة وانصابت لانك نظيف وعشرتك تشريها لكن عسى روحك إلا من غابت بأعلى مكانة خصها واليها