دخلت الأزمة الخليجية في شهرها الثالث دون بوادر من جانب الدوحة يمكن التعويل عليها لتسوية هذه الأزمة بطريقة حاسمة وقاطعة، تحول دون استمرارية ساسة قطر في ركوب رؤوسهم وممارسة سياسة المراوغة للافلات من تهمة دعمهم للارهاب والارهابيين التي ما عادت خافية على دول العالم بأسرها. ونسي ساستها أن مطالبات الدول الداعية لمكافحة الإرهاب متناغمة مع مطالبات المجتمع الدولي وكافة دول العالم المحبة للعدل والسلم والأمن والاستقرار باستئصال ظاهرة الاهارب من جذورها واحتواء عمليات الارهابيين أينما وجدوا، فالدوحة تجهل أو تتجاهل هذا التناغم الطبيعي وتصر على التغريد خارج السرب وعلى ممارسة تحدياتها لكل المبادرات الساعية لتسوية الأزمة. وتحاول الدوحة تجاهل التناغم والقفز عليه وعدم الاستجابة لكل النداءات الخليجية والعربية والاسلامية والدولية بالعودة الى صوت العقل وتحكيم الرشد، وبدلا من الاستجابة المنطقية لتلك النداءات الصادقة فانها عمدت الى تعزيز احتضانها الجماعات الارهابية واحتضان ارهاب الدولة المتمثل في النظام الايراني الدموي بطريقة معلنة ومشهودة وسافرة، وهو احتضان لا يصب في روافد المصالح القومية لدولة قطر. وموقف الدول الداعية لمكافحة الارهاب واضح تماما فقد أبدت استعدادها للتحاور مع قطر شريطة توقفها تماما عن دعم ظاهرة الارهاب وايواء الارهابيين ومدهم بالأموال والدعمين السياسي والاعلامي والتقيد بالطلبات المقدمة من تلك الدول لتسوية الأزمة القائمة بطريقة صائبة وسليمة، غير أن الدوحة مصرة على معارضة ذلك الموقف العقلاني ومستمرة في نهجها الخاطئ بدعم الارهاب والارهابيين. لقد بذلت الكويت مساعي حميدة لانهاء الأزمة داخل البيت الخليجي، غير أن الدوحة استمرأت سياسة الاستقواء بدول أجنبية وصعدت تحالفها مع النظام الايراني وتحالفها مع الكثير من الجماعات الارهابية الساعية لزعزعة أمن دول المنطقة وأمن دول مجلس التعاون الخليجي، وهو استمراء سوف يلحق أفدح الأخطار بدولة قطر ويشكل من جانب آخر خطرا على أمن دول المجلس ودول المنطقة. ليس من سبيل لتسوية الأزمة الخليجية الا بتحقيق المطالب التي تقدمت بها الدول الداعية لمكافحة الارهاب للدوحة، وهو السبيل الوحيد لانهاء هذه الأزمة بطريقة صائبة وصحيحة، وقد نادت الدول الأربع والكثير من الدول العربية والاسلامية بأهمية تسويتها داخل البيت الخليجي، ومجلس التعاون الخليجي قادر على تسوية تلك الأزمة اذا كفت الدوحة عن ممارسة مراوغاتها السياسية وحكمت الأساليب العقلانية لتسويتها. استقواء الدوحة بالدول الأجنبية لمساعدتها على أزمتها الاقتصادية الطاحنة التي أعقبت الأزمة سوف يدخلها في متاهات صعبة وأزمات سياسية متعددة، ولا يمثل هذا المنحى أسلوبا عقلانيا لتسوية الأزمة القائمة.