أكد سياسيون أن بيان الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب الذي حوى قوائم جديدة لأفراد وكيانات قطرية او تدعمها الدوحة، يعتبر اثبات إدانة للدور القطري الداعم للإرهاب، كما يأتي في إطار التزام الدول الأربع الثابت والصارم بمحاربة الإرهاب وتجفيف مصادر تمويله وملاحقة المتورطين فيه، ومكافحة الفكر المتطرف وحواضن خطاب الكراهية، كما يأتي استمرارا للتحديث والمتابعة المستمرين لهذا الأمر. دليل إدانة وقال الخبير السياسي د. علي التواتي: إن القائمة التي تم إعلانها هي اثبات إدانة، ولكن في المقابل كان هناك إعلان لقائمة أصدرتها قطر، مما يؤكد أنه اصبح هناك نقاط وارضية تقارب بين الدول الداعية لمكافحة الإرهاب والدوحة، مما يشير إلى تراجع قطري يشكل بداية طيبة وارضية مشتركة للاعتراف بخطورة الارهاب. وأوضح أن القوائم التي تم إعلانها من قبل الدول الأربع تعتبر شواهد وثوابت على الدور القطري في دعم الارهاب في السابق، حيث أشار البيان بوضوح للنشاطات الإرهابية لهذه الكيانات والأفراد ذات الارتباط المباشر أو غير المباشر بالسلطات القطرية، ومن ضمنهم أشخاص قطريون ثلاثة مدرجون في القائمة الأخيرة هذه، لهم نشاط في حملات جمع الأموال لدعم جبهة النصرة وغيرها من الميليشيات الارهابية في سوريا. وزاد: لقد ثبت أن اليمنيين الثلاثة المدرجين في هذه القائمة ومعهم ثلاث منظمات في اليمن لهم اسهامهم بدعم تنظيم القاعدة، والقيام بأعمال نيابة عنها اعتمادا على دعم كبير من مؤسسات قطرية خيرية مصنفة إرهابيا لدى الدول الأربع، كما أن الشخصين الليبيين والمنظمات الإرهابية الست مرتبطون بمجموعات إرهابية في ليبيا تلقت دعما جوهريا وماليا من السلطات القطرية لنشر الفوضى في ليبيا. خطوات مرتقبة ولفت التواتي إلى أن البيان يشير إلى أن السلطات القطرية سبق أن وقعت مذكرة تفاهم لوقف تمويل الإرهاب مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، ثم أعلنت تعديلا في قانونها لمكافحة الإرهاب، وتعتبر هذه الخطوة وإن كانت خضوعا للمطالب الحازمة بمواجهة الإرهاب، فهي تندرج ضمن الخطوات المنتظرة لعودة السلطات القطرية إلى المسار الصحيح، حتى وان كانت غير كافية. وأبان: نتطلع إلى التحرك العاجل من السلطات القطرية لاتحاذ الخطوات القانونية والعملية في ملاحقة الأفراد والكيانات الإرهابية والمتطرفة خاصة الواردة في هذه القائمة، لتأكيد مصداقية جديتها في نبذ الارهاب والتطرف، والتزام السلطات القطرية بعدم احتضان الإرهابيين ودعم وتمويل الإرهاب، والانقطاع عن الترويج لخطاب التطرف والكراهية، وكذلك احتضان وتمويل المتطرفين داخل قطر وخارجها. واشار التواتي إلى الجولة التي قام بها الرئيس التركي في المنطقة مؤكدا أنه ينظر الى أن اردوغان وسيط غير مقبول، وكان من اهداف زيارته طلب المساعدة في التقارب مع الامارات ومصر لانه يعلم ان قطر تعاني ازمة مالية، كما أن تركيا تعاني نفس المشكلة لوجود خلافات بينها وبين الدول الأوروبية خاصة المانيا، علما ان تركيا تنفذ مشاريع في دول الخليج بأكثر من 40 مليار دولار إضافة إلى حجم التبادل التجاري والاستثماري الذي يتجاوز 18 مليارا مع دول الخليج فيما تدرك تركيا ان الرابط بينها وبين قطر هو الحفاظ على الاخوان المسلمين وتدرك ان الدول الأربع تريد إيقاف شر هؤلاء ومنعهم من استخدام الاعلام في تأجيج الصراعات وتجييش الشعوب. ضرورة التفاوض من جانبه، قال الخبير السياسي الكويتي د. علي الحويل: ان القوائم المعلنة واضحة وللدول الأربع الحق في إعلانها، فهي في حد ذاتها اثبات إدانة لقطر التي لديها الاستعداد للتخلي عنها، ولكن تريد ان يتم ذلك من خلال التفاوض، لانها لا يمكن ان تنفذ كل ما يطلب منها قبل أن يتم التفاوض وبالتالي يكون لديها ورقة تتفاوض بها بما في ذلك قناة الجزيرة، والمفاوضات لا بد منها حيث لا بد ان تحل القضية وتعود قطر إلى دول مجلس التعاون لان استمرار الازمة سوف يكون له تأثير على شعوب المنطقة. وقال: ان هنالك بوادر لحل الازمة من خلال التدخل الاوروبي عبر دعم الوساطة الكويتية خاصة ان ازمة قطر تزامنت في وقت تواجه فيه المنطقة ازمات في اليمن وسورياوالعراق. وحول ما نتج عن جولة الرئيس التركي قال: ان تركيا حليف معنا في قوات التحالف وشاركت بناء على طلب التحالف، فتركيا تعرف ان مصالحها مع دول الخليج وخاصة الكويت والسعودية وليست مع قطر، صحيح ربما وجود خلافات بين الاماراتوتركيا أو تركيا ومصر اثر على ذلك، لكن دول التحالف بحاجة إلى تركيا خاصة لمواجهة قضية اليمن التي تعتبر من القضايا المستعصية سياسيا، بالاضافة لما يمكن أن يحدث من تعقيد عند ما تدخل مجموعات من داعش خاصة الهاربة من العراقوسوريا لان اليمن اصبح ارضا خصبة وملاذا آمنا لهذه المنظمات، فهذه المنظمات خطيرة ويصعب السيطرة عليها او مواجهتها في بلد مثل اليمن. تورط الدوحة من ناحيته قال الباحث بوزارة الداخلية د. فيصل ماجد الدويش: إن القوائم المعلنة من قبل الدول الأربع تثبت التورط القطري في دعم المنظمات والافراد في السابق، ولكن ما تم الاعلان عنه من قوائم من قبل الحكومة القطرية حسب ما نسمع، ربما يؤكد تغير موقف قطر وإدراكها ان ما كانت تقوم به في السابق أدى إلى مقاطعتها ووضعها في موقف محرج وأزمة حقيقية لن تستطيع ان تصمد فترة طويلة امامها. وكشف الدويش ان الأزمات التي تعاني منها المنطقة في كل من سوريا واليمن والعراق والتدخل الايراني في دعم المنظمات الارهابية يتطلب ان تدرك جميع دول الخليج أن حمايتها ومواجهة الاخطار هي عن طريق نبذ الخلافات بينها والوقوف في صف واحد لمواجهة هذه الاخطار والتحديات. وأكد الدويش ان إعلان القوائم من كيانات وافراد سوف يسهل على الجهات الرقابية منع عمليات الدعم المادي القطري لمن تم الاعلان عنه.