(احتراق تحت الرماد) مجموعة قصصية، صادرة حديثا هذا العام عن (قلم الخيال) للنشر والتوزيع، للقاصة/ آمنة الذروي. تدور أحداث هذه القصص في محيط الحياة الاجتماعية، التي تربط الفرد بمجتمعه أو بأسرته، وانعكاس هذه العلاقة - إيجابا أو سلبا- على حياة الناس، وأثرها في تنظيم شؤونهم الخاصة والعامة، وخاصة تلك المجتمعات البسيطة في تكوينها، كمجتمع القرية والريف، أو التجمعات السكانية البعيدة عن زحام المدن وضجيجها. ويغلب على النصوص (الحوار الداخلي) أو ما يعرف ب (المونولوج) الذي اعتمدته الكاتبة للتعبير عن مشاعرها وأحاسيسها، وما يعتلج في ذهنها ومخيلتها من أفكار وقيم إنسانية، تمثل حياة المرأة، وتصف سلوكياتها وتصرفاتها، والإطار العام، الذي ينبغي عليها ألا تتجاوز حدوده في تعاملها مع الجنس الآخر، وخاصة في مجتمع شرقي محافظ يرجح - في كثير من الحالات - سلطة الرجل وذكوريته على المرأة، وأنوثتها المسالمة!! وفي مقابل ذلك كله يغيب (الحوار الجماعي أو الديالوج) إلا فيما ندر بين ثنايا نصوص المجموعة، مما جعل الكاتبة تظهر للقارئ وكأنها هي البديل الكلي للشخصيات، وأدوارها في ادارة الحدث السردي، والتعامل معه، وتوجيه دفته، في كثير من الأحيان كما جاء في نص تحت عنوان (حين يتعثر النور): (فانوس يرتعش ضوءه على الجدار، يحاول جاهدا بعثرة هالات العتمة حوله وقد تدلى من عنقه على وتد قديم بدت ملامحه قاسية، لا تعير اهتماما لنسمة باردة تسللت بعفوية الى سقف غرفتها، في ركن مظلم كانت ترقب تلك الهالات وتشكلها أجسادا تكبر وتصغر وفي الوقت نفسه تبدو بلا أطراف، تتحدث إليها وتسافر بها في خيالها البعيد). المحموعة:ص47. ولعل أبرز ما اتسمت به المجموعة من حيث الكم والشكل هو اعتماد كاتبتها على الرؤية المكثفة، والمشهد السردي (الفلاشي) المقلص، الى حد كبير في الربع الأخير من المجموع الكلي لصفحات المجموعة، بحيث جاءت النصوص قصيرة جدا، لا يتجاوز بعضها سطرين أو سطرا ونصف السطر.