ذكرت وسائل إعلام لبنانية، أمس الخميس، أن قطر تلعب دور الوسيط حاليا بين ميليشيا حزب الله وميليشيا جبهة النصرة الإرهابيتين، من أجل خروج مسلحي الجبهة من تلال عرسال على الحدود اللبنانية السورية. ونقلت صحيفة «الجمهورية» اللبنانية في عددها الصادر أمس الخميس، عن مصادر وصفتها بأنها «دقيقة» أن مسؤول «جبهة النصرة» أبو مالك التلي، وافق على مغادرة تلال عرسال بشرط أن يحمل كامل أسلحته، وهو ما رفضته ميليشيا حزب الله الإرهابية التي تسعى إلى السيطرة على تلك المنطقة لما لها من أهمية استراتيجية لداعميها في إيران. وأكدت الصحيفة أن جانبا من الوساطات التي جرت في هذه القضية شاركت فيها قطر، وقالت: إن «جبهة النصرة» لا تزال تتمسك بشروطها لاعتقادها أن قطر قادرة على تليين موقف ميليشيا «حزب الله». ولطالما لعبت قطر دور الوسيط بين الجماعات الإرهابية، إذ كانت حاضرة في صفقات عديدة في سوريا بين جماعات إيرانية وأخرى مصنفة إرهابية مثل «جبهة النصرة»، وأحد أبرز تلك الصفقات ما يعرف باتفاق البلدات الأربع المحاصرة. وجاء اتفاق البلدات الأربع (مضايا والزبداني وكفريا والفوعة) بعد صفقة أخرى عقدتها قطر مع ميليشيات إيرانية ناشطة في العراقوسوريا لتحرير مواطنين لها من الأسرة الحاكمة كانوا محتجزين في العراق. ودفعت الدوحة بموجب تلك الصفقة مليار دولار لميليشيات إيران، ونالت ميليشيا حزب الله الإرهابية نصيبا كبيرا منها. وفي السياق، يترقب أهالي بلدة عرسال الحدودية في لبنان انطلاق معركة ضد مقاتلي جبهة النصرة وتنظيم داعش المنتشرين في جرود بلدتهم وسط مخاوف من انفجار الوضع الأمني داخل المخيمات. ونشر الجيش اللبناني ما لا يقل عن أربعة آلاف من عناصره على هذه التلال في محيط البلدة، وهو على أهبة الاستعداد لبدء أي عملية متى ما حانت الساعة، أي في حال محاولة مسلحين التقدّم إلى داخل بلدة عرسال. وعلى التلال خلفه ينتشر نحو ألف مقاتل من داعش وجبهة النصرة وغيرهما. ومنذ فترة طويلة لم تدخل الصحافة أحياء عرسال بسبب التوتر الأمني. وكانت المخيمات المنتشرة بالعشرات في عرسال وتلالها، شهدت في الأسابيع الماضية مداهمات من الجيش بحثاً عن «مندسين إرهابيين»، وأدت إحدى المداهمات إلى مقتل 8 أشخاص، أربعة أثناء اعتقالهم، وأربعة توفوا في السجون في ظروف ما زالت غامضة، أثارت استياء الكثيرين داخل المخيمات. ورغم أن رئيس الحكومة سعد الحريري أعطى الجيش الضوء الأخضر لتنفيذ أي عملية يراها مناسبة، إلا أن توقيت العملية ما زال مبهماً. وتحدثت مصادر عن استمرار المفاوضات مع المسلحين لإخراجهم من تلال البلدة، وتجنب معركةٍ قد تمتد إلى داخل عرسال، وتهدد بانفجار بلدة تؤوي ما يزيد على 150 ألف لاجئ في عشرات المخيمات.