لم يعد خافيا على أحد أن شبكة الجزيرة القطرية مازالت تنفث سمومها منذ انشائها لشق الصف العربي، وبعثرة مختلف الجهود الحميدة لتحقيق التضامن العربي المنشود من خلال ما تنشره من أفكار عقيمة وتوجهات اعلامية لا تصب في مجملها الا في معاضدة ظاهرة الارهاب ودعم الحركات الارهابية في كل مكان، ومن يتابع ما تبثه تلك الشبكة يدرك تماما أن أهدافها الشريرة تتمحور في دعم تلك الظاهرة وأصحابها. لقد طالب وزراء الاعلام العرب في اجتماعهم الثامن والأربعين بالقاهرة بالتوقف عن دعم الارهاب والترويج له داخل الدوحة وخارجها، وهذا ما تمارسه شبكة الجزيرة القطرية تحت ذريعة حرية الصحافة، وهي بتوجهاتها العدوانية تلك تروج للارهاب وتسوق له وتنشر حركاته الشريرة، وتدافع عن رموزه المتواجدين بالدوحة وتعادي كل دولة تهاجم الارهاب وتندد بأفاعيل أصحابه. السكوت عن ساسة قطر وهم يشدون أزر شبكتهم العدوانية ويشجعون استمراريتها في بث سمومها وادعاءاتها الباطلة لا يمكن الالتزام به، فهو سكوت يساعد أولئك الحاقدين ومن في قلوبهم مرض على مزاولة أخطائهم، وهي أخطاء تدعم الارهاب وتصفق لداعميه ومموليه، ومزاولة تلك الأخطاء من شأنها مساعدة الحركات الارهابية في كل مكان على مزاولة جرائمهم لترويع البشر ونشر الفتن والقلاقل. أضحى من الضرورة بمكان على كافة دول العالم المحبة للاستقرار والأمن والسيادة أن تخرس تلك الأبواق الضالة، وهو ما شددت عليه المطالبات العقلانية والمنطقية التي قدمت لساسة قطر من الدول الراعية لمكافحة الارهاب. استضافة الارهابيين في الدوحة خطأ جسيم، ونشر شبكة الجزيرة لأفكارهم ومعتقداتهم الفاسدة خطأ مضاعف، ومن شأن السلوكين الشاذين معا اثارة البلبلة داخل صفوف الرأي العام الخليجي والعربي والاسلامي والدولي، ومن شأنهما في الوقت ذاته نشر عوامل التطرف والطائفية والعنف في وقت تسعى فيه دول العالم لمكافحة الارهاب وتقليم أظافر الارهابيين أينما وجدوا. مناشدة وزراء الاعلام العرب في اجتماع دورتهم الأخيرة بوقف تلك السموم الاعلامية هي مناشدة رشيدة وعقلانية سيكون لها أثرها الفاعل للحفاظ على سلامة المجتمعات الخليجية والعربية والاسلامية وإبعادها عن شبح ظاهرة الارهاب، وتلك مناشدة لا بد من الأخذ بها وتطبيقها. الضرورة تقتضي أن تقف دول العالم بأسرها أمام الاعلام المغرض الذي يستهدف تقويض أمن وسلامة وسيادة الشعوب سواء من داخل الدوحة أو خارجها، فالاعلام في العصر الراهن أضحى له حدان أحدهما وهو الذي يجب التخلص منه نهائيا يسعى لبث الفرقة والفتن والطائفية داخل المجتمعات البشرية، وهو ما تمارسه شبكة الجزيرة القطرية يساعدها في ذلك حكام قطر الساعون لدعم الارهاب بكل وسائل الدعم المالي والسياسي والاعلامي.