أن يسود الجهل وحامله متعلم، أن نعيش تناقضا بين القول والفعل، ألّا يعني لنا الوفاء شيئا، أن نمرض ونسقم، أن نرى أحياء للفقراء وأخرى للأغنياء، أن تتوسع مساحة المعاناة، أن تتقلص مساحة السعادة، أن تغيب عنّا أهميّة الحياة، أن نجتث شجرة من الأرض، أن يموت عصفور بسببنا، أن يموت تاريخ وينتهي، أن يتهدم تراث وتضيع مهارات ساعدت على بقائنا، أن يزيد الموت بسبب حوادث سياراتنا، أن نستنزف مياهنا الجوفية المحدودة والنّادرة على زراعات عشوائية، أن تتفاقم البطالة، أن يكون هناك خوف لا مبرر له، أن يكون لك أعداء تحسبهم أصدقاء، أن يكون لك وطن تحترمه في السراء والضراء. ■■ الموت غياب أبدي، الحفر والدفن في المقابر، هل يعني لنا شيئا؟! نودع وننتظر دورنا، أن نموت ونحن أقوياء خير من أن نموت ضعفاء، أن يسجل التاريخ الأسماء بعد موت حامليها، أن يفرح البعض بموتهم، أن يتكدر آخرون على انقطاع مصالحهم، أن يجدوا أدوات وطرقا أخرى لاستمرارها، هل أنت جزء من أدوات استمرار مصالحهم؟! ■■ هناك مصالح نعيشها ونحسها، أن تكون مصلحتي هي مصلحتك، أن تكون هناك مصالح يستظل الناس بظلها، هذا النوع من المصالح هو العطاء، العطاء يغير مجرى الحياة والتاريخ نحو الأفضل، عامة النّاس هم العطاء نفسه، عطاؤهم ثمرة، شخص واحد يقطف الثمرة، كنتيجة كل يحاول أن يكون ذلك الشخص الإيجابي أو السلبي، يموت النّاس سعداء إذا كان عطاؤهم للجميع ومن أجلهم، هل تستطيع تحديد نوعية عطائك وحجمه؟! ■■ عالم الغاب البشري للأقوى بما يفرض، عالم الغاب الطبيعي تحكمه قوانين طبيعية بقدرة الله تخلق توازنات، تعزز وتجدد استدامة الحياة، القوة متاحة للجميع، الأسد لا يأكل الّا إذا جاع، الفريسة نقطة ضعف، الضعيف لا يعزز استمراره في الطبيعة، كنتيجة يقدم نفسه فريسة لحماية جنسه، هكذا في كل شيء، هناك منافع شتى تخلقها التوازنات، إذا طغى شيء على شيء في الطبيعة فهذا يعني الفناء للجميع، عالم الغاب البشري تتحول القوانين والأنظمة الى أسلحة للأقوى، يقتل بشراهة، يدمر بعشوائية، السيادة هي الأهم، هل أنت من هذا العالم؟! ■■ أن تكون الحياة متجددة لنا ولشركائنا فيها، البشر قادة الكون، يعني أمانة ومسئولية، أن يصل بنا الأمر للتخلص من شجرة لأنها تنفض أوراقها، أن يصل بنا الأمر لردم البحار والقضاء على كائناتها، أن تموت غاباتنا النادرة دون اكتراث، أن نتعلم ولا يغير التعليم من سلوكنا وما تحمله عقولنا من أمراض وتخلف، أن نعيش اللحظة، لنراجع أنفسنا ونحدد ما تحمله عقولنا وتعيشه. ■■ أن يمتد بنا العمر لنجد الأشياء الجميلة في حياتنا تتآكل، أن نعيش وقد تعاظمت تساؤلاتنا السلبية، أن نعيش اليوم أسوأ من الأمس، أن تتحول الحياة الى جهاز، أن نصبح ترسًا فيه، أن نعيش عبودية المال والحاجة، أن تتآكل الكرامة الإنسانية، أن تصبح مكارم الأخلاق تخلفا، أن نقتنع بأن غياب مكارم الأخلاق تقدم وحضارة، ماذا تعني لنا عصور الظلام؟! ■■ الأفضل في الحياة أن مستقبلنا يتغير، كل يوم لنا مستقبل ما نرجوه هو المستقبل، أصبحت غير متأكد من المستقبل، كنت في صغري متأكدا أنه بقدر عملي وعطائي واجتهادي سيكون مستقبلي أفضل، اليوم هناك من يتحكم بنسيج الحياة، قلة يخلقون حاجات الناس، في خطوة أخرى تستغل القلة حاجات النّاس هذه لزيادة رغد عيشها، هكذا أصبحت الحياة كما أراها، أرجو أن تروا عكس ما أرى في أنفاق حياتنا.