فيما تتواصل الأربعاء الجولة الخامسة من لقاء أستانا في يومها الثاني في كازاخستان، رفضت فصائل المعارضة السورية في الجبهة الجنوبية أي دور لإيران كضامن في مباحثات أستانا، محذرة من أجندات دخيلة تخالف مطالب السوريين، في إشارة لدعم طهران للأسد وسعيها لتقسيم البلاد على أسس طائفية. وقال المتحدث باسم الجبهة الجنوبية للجيش الحر عصام الريس في تصريحات: «إن وجود إيران أيضاً في المناطق الجنوبية غير مقبول بشكل قطعي»، وأضاف «إن روسيا لا تختلف بمواقفها عن إيران، فموسكو تعهدت بتنفيذ الهدنة لكنها واصلت قصفها على حلب». من جانبها، شككت الهيئة العليا للمفاوضات على لسان المتحدث باسمها، منذر ماخوس، في إمكانية تحقيق حل حقيقي للأزمة عبر أستانا، محذرة من محاولات لتحقيق أجندات تختلف عن مطالب الشعب السوري. من جهتها، أفادت الهيئة العليا للمفاوضات السورية بأن المنسق العام للهيئة رياض حجاب، تلقى اتصالاً هاتفيا من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تناول آخر المستجدات المتعلقة بالملف السوري. حيث أكد حجاب التزام الهيئة بالحل السياسي، وتعاونها المطلق مع الوساطة الأممية عبر مفاوضات جنيف، وضرورة إقناع موسكو وحلفائها باستحالة حسم الصراع في سوريا عبرالعمليات العسكرية. كما حذر حجاب من مخاطر التصعيد الذي تمارسه إيران والميليشيات التابعة لها، والدفع باتجاه التقسيم، مطالباً بتجنيب السوريين ويلات الحرب، وتوفير الحماية لهم من الجرائم التي يرتكبها بشار الأسد ونظامه ضد المدنيين. وكانت فصائل المعارضة السورية في الجبهة الجنوبية قد أعلنت عدم مشاركتها في الجولة، بقولها في بيان صدر الجمعة: «إن الدول الضامنة غير قادرة على إيقاف القتال، فيما تحولت مناطق خفض التوتر إلى مناطق تصعيد»، مشيرة إلى أن النظام استغل الهدن ووقف إطلاق النار للتجهيز وتنفيذ تغيير ديموغرافي طائفي، فضلا عن عمليات همجية باتجاه مناطق مختلفة من البلاد، موضحة أن التسريبات التي خرجت تُظهر وتؤكد السير على منحى الأسد وحليفته إيران في وجود غاية من المؤتمر الحالي يقصد منها تقسيم سوريا. وكان اليوم الأول قد شهد بحثاً في مسألة ترسيم مناطق خفض التصعيد في سوريا، وذلك وسط خلافات بين الدول الضامنة (روسياوتركيا ونظام إيران)، حول تأسيس مراكز لرقابة تنفيذ اتفاق «خفض التصعيد» وحدودها. وفي سياق رفض انقرة تواجد قوات سوريا الديمقراطية وعملياتها العسكرية ضد داعش على حدودها، بجانب تخوفها من تسليحها الأخير من واشنطن، قال وزير الدفاع التركي فكري إيشق، ردا على سؤال حول وجود تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي «ب ي د» في مدينتي منبج وعفرين شمال سوريا، قال: «إن بلاده لديها الحق والقوة لتدمير كل أشكال التهديدات الموجهة إليها من مصدرها». وأضاف إيشق: إنه يتم الرد بالمثل وفق قواعد الاشتباك على أي نيران ولو صغيرة مصدرها عفرين، ولكن في حال تحولت عفرين إلى موقع يشكل تهديدا مستمرا على تركيا فإنها لن تتردد وقتها من القيام بما يلزم، وكذلك الأمر في منبج. وكانت مصادر إعلامية قد أفادت في وقت سابق بأن حوالي 20 ألف جندي من الجيش السوري الحر سيشاركون في عملية عسكرية تركية في منطقة عفرين.