أكد دبلوماسيون يمنيون ومختصون في الشأن الإنساني أن المملكة وقفت وما زالت تقف إلى جانب الشعب اليمني وتقوم على مساعدتهم على تجاوز الظروف الصعبة التي تواجهها اليمن، وأشادوا في حديثهم ل«اليوم» بتوجيه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتقديم 66.7 مليون دولار، استجابة من سموه لنداء منظمة الصحة العالمية ونداء منظمة اليونيسيف لمكافحة وباء الكوليرا في اليمن، مشيرين إلى أن استجابته هذه طمأنت جميع اليمنيين. وثمن المختصون دعم المملكة للقضاء على تداعيات الازمة الصحية في اليمن وتصديها للموجة الثانية لوباء الكوليرا، مواصلة لواجبها تجاه اشقائها في اليمن، مثلما حدث في العام الماضي. نجدة الأشقاء أكد الباحث والدبلوماسي اليمني السابق أحمد الناشر «ان المملكة دائمة الوقوف بجوار أشقائها العرب، ولن تألو جهدا في مساعدة اليمنيين على تجاوز الظروف الصعبة التي يواجهونها»، وأشاد بتوجيه سمو ولي العهد، الذي يعد دليلا على الأخوة والرحمة الإنسانية التي أمر بها ديننا، وقد عبرت منظمة الصحة العالمية عن أهمية ذلك في تخفيف معاناة اليمن، مبيناً دور مركز الملك سلمان للإغاثة الذي طال دولا عدة، وذلك بمساعدة شعب الصومال من التصحر، وكذلك اللاجئين السوريين، وشعب الروهينجا وأفريقيا الوسطى، وتوزيع تمور رمضان لعدد كبير من الدول. وأضاف الناشر: «منذ تولي مركز الملك سلمان اغاثة أهلنا هناك شعر جميع اليمنيين بأثر تلك الخطوة الانسانية لمردودها الطيب في نفوسهم، وسط الظرف الصعبة التي تمر بها البلاد في ظل اختطاف الميليشيات هويتهم وشرعيتهم». وثمن الناشر «ما تضمنه برنامج مركز الملك سلمان، واختيار وزير الصحة السابق د. عبدالله الربيعة، الذي يتمتع بخبرة ورصيد من الحرص والدراية بعمله، إضافة لجهوده العامة في المجال الصحي»، وشدد على «أن المركز حريص على توظيف جهوده وامكانياته وتوجيهها إلى اليمن عموما، وخصوصاً في هذه الفترة التي يعاني فيها أهلنا هناك من الموجة الثانية لانتشار مرض الكوليرا التي سببتها جرائم الحوثيين والميليشيات المدعومة من إيران، بحق أرضنا وأهلنا». وشدد الدبلوماسي اليمني على ضرورة دعم مركز الملك سلمان للإغاثة من قبل الجميع؛ لما يمثله من صورة حضارية مشرقة للامة الإسلامية في هذا العصر. اهتمام إنساني وأوضح عضو مجلس النواب اليمني الشرعي نجيب غانم أن توجيه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بسرعة إغاثة الشعب اليمني من الكارثة الصحية التي ألحقتها الميليشيات الحوثية بالاوضاع الصحية، ودعمه بمبلغ 66 مليون دولار لاحتواء الكوليرا؛ كان له الاثر الكبير في نفوس اليمنيين ما يجسد اهتمامه الانساني بأهلنا، مبيناً ان المركز نفذ 59 مشروعا في الصحة والتغذية والاصحاح البيئي بمبلغ 228 مليون دولار غطت 22 محافظة يمنية، سائلاً المولى أن يوفق حكومة خادم الحرمين الشريفين لما يحبه ويرضاه. بدوره، قال د. رامي انشاصي ممثل الحقوق الانسانية في منظمة التعاون الانساني: «جهود المملكة والمؤسسات الخيرية الممثلة في مركز الملك سلمان للإغاثة وجهت أضخم برامجها للمساعدات بالتنسيق مع الوكالات الإغاثية العالمية الاخرى لنجدة إخوتها وأشقائها في اليمن»، واضاف: «تم ارسال العلاجات واللقاحات الخاصة بالكوليرا التي تعزز المناعة ضد الاصابة بنسبة 40 إلى 60 %»، مبيناً «ان الاحصاءات تقول إن عدد المشتبه بإصابتهم بداء الكوليرا تجاوز 250 ألفا في كافة محافظات اليمن». وأوضح انشاصي «أن موجة الكوليرا الاولى تم القضاء عليها العام الماضي، فيما نجد ان الموجة الحالية التي تضرب اليمن هي أشد وطأة من الاولى»، مشيراً إلى «أن مركز الملك سلمان الاغاثي بادر بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية لنقل المساعدات الطبية عبر ميناء الحديدة يحتوي على مئات الاطنان من المحاليل والمستلزمات الخاصة بالمستشفيات، كما أن المملكة لديها العضوية الدائمة في منظمة العالم الاسلامي وتمتلك نظاما محاسبيا رقابيا يضمن وصول المساعدات لمستحقيها». دعم الصحة وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت أمس الأول عن وصول مساعدات صحية لمكافحة وباء الكوليرا وعدد من سيارات الإسعاف إلى محافظة الحديدة غربي اليمن، موضحة في بيان لها عن وصول 20 سيارة إسعاف و100 حزمة من مستلزمات علاج الكوليرا و128.000 قنينة من السوائل الوريدية كجزء من شحنة مساعدات تحوي 403 أطنان من المستلزمات الطبية المرسلة من منظمة الصحة العالمية. وأفادت المنظمة في بيانها بأن عشر سيارات إسعاف سبق أن وصلت قبل ثلاثة أسابيع إلى ميناء عدن وستتبعها 10 سيارات أخرى خلال الأسابيع المقبلة. بدورها اشادت الشرعية اليمنية بدور مركز الملك سلمان للاغاثة وتوجيه سمو ولي العهد له بتقديم 66.7 مليون دولار، استجابة من سموه لنداء منظمتي الصحة العالمية واليونيسيف.