ذكر مسؤولون روس أمس، ان نظام مراقبة الإشعاع في محطة تشرنوبيل الاوكرانية اوقف بسبب هجوم معلوماتي ضخم، ما أجبر العاملين على استخدام عدادات محمولة باليد لقياس مستويات الإشعاع، فيما أكدت شركة الأدوية الأمريكية الكبيرة «ميرك» أنها تعرضت أمس، لهجوم معلوماتي عالمي بدأ في روسياوأوكرانيا وانتقل إلى اوروبا وعبر المحيط الاطلسي. وكتبت «ميرك» الأمريكية على تويتر «نؤكد أن شبكة الكمبيوتر الخاصة بشركتنا تعرضت لهجوم في إطار القرصنة العالمية، وأضافت «نجري التحقيقات وسنقدم معلومات إضافية عندما تردنا». بدورها قالت (دبليو.بي.بي)، أكبر شركة للإعلانات في العالم «إن أنظمة الكمبيوتر في بضع وكالات تابعة لها تعرضت لما يشتبه بأنه هجوم إلكتروني»، وهو ما ذهبت إليه بضع شركات كبرى، من بينها روسنفت أكبر منتج للنفط في روسيا. في المقابل، قالت الوكالة الاوكرانية المسؤولة عن المنطقة المحظورة في محيط تشرنوبيل ان أنظمة ويندوز داخل المحطة اوقفت «جراء هجوم إلكتروني». وقال متحدث باسم المحطة لوكالة فرانس برس ان العاملين الآن «يقيسون نسب (الإشعاع) بعدادات يدوية». وأصاب هجوم أحد فيروسات الفدية الخبيثة أجهزة كمبيوتر في أكبر شركة للنفط في روسيا بالإضافة إلى بنوك ومطار أوكرانيا الدولي وشركة الشحن العالمية إيه.بي مولر ميرسك. وقال رئيس وزراء أوكرانيا فولوديمير جرويسمان «إن الهجمات على بلاده لم يسبق لها مثيل». وقال يفهين ديكنه مدير مطار بوريسبيل في العاصمة الأوكرانية «إن الهجوم أصاب المطار أيضا». وكتب على فيسبوك «فيما يتصل بالوضع غير الطبيعي ربما تتأخر بعض الرحلات»، بينما قال البنك المركزي الأوكراني «إن عددا من البنوك والشركات منها شركة الكهرباء تأثرت بالهجوم الإلكتروني الذي عطل بعض عملياتها». من جهتها، قالت شركة جروب آي.بي للأمن الإلكتروني «إن متسللين استغلوا شفرة طورتها وكالة الأمن الوطني الأمريكية ثم استخدموها في الهجوم بفيروس واناكراي»، وهو واحد من فيروسات الفدية الخبيثة الذي أصاب أجهزة كمبيوتر على مستوى العالم بالشلل في مايو. وفي السياق، قالت شركة إعلامية في أوكرانيا وهي واحدة من ضحايا هجوم أمس «إن أجهزة الكمبيوتر توقفت عن العمل وإنها تلقت طلبا بدفع فدية قيمتها 300 دولار بعملة البيتكوين لإعادتها إلى العمل». ونشرت قناة 24 الأوكرانية صورة لرسالة جاء فيها «إذا رأيت هذه الرسالة فإنك لم يعد بوسعك فتح ملفاتك بسبب تشفيرها، ربما تكون منشغلا بالبحث عن طريقة لاستعادة ملفاتك لكن لا تهدر وقتك، لا يستطيع أحد استعادة ملفاتك بدون خدمتنا لفك الشفرة». وظهرت نفس الرسالة على أجهزة الكمبيوتر بمقر شركة ميرسك في روتردام وفقا لصور نشرتها وسائل إعلام محلية. وقالت عملاقة الشحن الدنماركية «إن أجهزة الكمبيوتر الخاصة بها تعطلت في عدة مناطق». وقالت متحدثة باسمها «نستطيع أن نؤكد أن التوقف نجم عن هجوم إلكتروني». وفي روسيا قالت شركة رزونفت وهي واحدة من أكبر منتجي النفط في العالم «إن إنتاجها من الخام لم يتأثر بتعطل الأجهزة»، مشيرة إلى توقف موقعها الإلكتروني عن العمل لساعتين على الأقل. وقال باحثون من عدة شركات «إن الفيروس يدعى بيتيا ويعطل عمل أجهزة الكمبيوتر من خلال تشفير الأقراص الصلبة ويطلب فدى مقابل مفتاح رقمي يعيدها للعمل».