تعرضت أنظمة كومبيوتر في أنحاء عدة من العالم أمس، إلى هجوم إلكتروني كوني واسع النطاق، شمل شركات عالمية، من بينها «دبليو بي بي»، أكبر شركة للإعلانات في العالم، التي قالت إن أنظمة الكومبيوتر في وكالات تابعة لها تعرضت لما يُشتبه في أنه هجوم إلكتروني كبير. وأعلنت شركات كبرى، من بينها «روسنفت» أكبر منتج للنفط في روسيا، أنها تأثرت أيضاً بهجوم إلكتروني واسع النطاق، مثلها مثل مصارف في روسيا، ومطار أوكرانيا الدولي، وشركة الملاحة العالمية «أ ب موللر ميرسك»، وإحدى الشركات في روتردام (هولندا). وأعلنت وزارة الأمن الوطني الأميركي أمس، أنها تتابع التقارير عن هجوم إلكتروني كوني وتنسق مع الشركاء الدوليين والمحليين. وقالت شركة «دبليو بي بي»: «تأثرت أنظمة تكنولوجيا المعلومات في بضع وكالات تابعة بهجوم إلكتروني مشبوه... نعكف على تقويم الوضع واتخاذ الإجراءات المناسبة». وقالت شركة «غروب آي بي» المختصة بحماية أنظمة الكومبيوتر في موسكو، إن مخترقي أنظمة كومبيوتر استغلوا نظاماً طورته وكالة الأمن القومي في الولاياتالمتحدة سُرب ثم استُخدم في الهجوم الإلكتروني، الذي تسبب بتعطيل أنظمة كومبيوتر في أيار (مايو) من هذا العام. وأعلنت شركة وسائل إعلامية أوكرانية أن أنظمة الكومبيوتر الخاصة بها عُطِلَت، وأنها تلقت طلباً بدفع ما يعادل 300 دولار لتمكينها من استعادة القدرة على الوصول إلى ملفاتها. وعرضت «القناة 24» في التلفزيون الأوكراني لقطة على شاشة كومبيوتر تقول: «إذا رأيتم هذا النص فاعلموا أن ملفاتكم لم يعد بالإمكان فتحها. ربما كنتم مشغولين بالبحث عن طريقة لاستعادة ملفاتكم، ولكن لا تضيعوا وقتكم. لا أحد يستطيع استعادة ملفاتكم من دون خدمتنا لفك التشفير». وظهرت الرسالة ذاتها على شاشات أجهزة كومبيوتر في مكاتب «ميرسك» في روتردام (هولندا)، وفق ما أظهرته لقطات عرضتها وسائل إعلام محلية. وأفادت شركة الملاحة الدنماركية العملاقة بأن أنظمتها الكومبيوترية تعطلت في مواقع عدة، وقال ناطق باسمها: «نستطيع أن نؤكد أن التعطيل ناجم عن هجوم إلكتروني». وقالت شركات أخرى إنها استُهدفَت بما يفترض أنه هجوم إلكتروني، ومن بينها شركة المعادن الروسية «إيفراز»، وشركة مواد البناء الفرنسية «سانت غوبين». ولا يُعرف بعد ما إذا كانت هذه الشركات كلها تعرضت للفيروس ذاته. وسارعت شركات أمن أنظمة الكومبيوتر إلى محاولة فهم نطاق الهجمات ووقعها، سعياً إلى التأكد من الاشتباه بأن مخترقي أنظمة كومبيوتر قد استخدموا نوع أداة الاختراق ذاته الذي تستخدمه «وكالة الأمن القومي الأميركي» التي استغلها برنامج «واناكراي»، ولتحديد طرق لوقف الهجوم. وقال باحثون في شركات عدة إنهم تعرفوا إلى الفيروس المستخدم واسمه «بيتيا»، الذي يجعل أجهزة الكومبيوتر غير قابلة للتشغيل، وذلك بتشفير قرصها الصلب وطلب فديات مقابل مفتاح رقمي يمكّن من استعادة القدرة على فتح الملفات. وقال الباحث في شركة «أس سيكيور» ميكو هيبونين، إنه يرجح أن الهجوم استغل أداة الاختراق التي تستخدمها وكالة الأمن القومي الأميركي (فيروس «الفدية الخبيثة»)، وأضاف: «لا شيء يوقف بيتيا الآن. هذا من الممكن أن يضرب الولاياتالمتحدة بقوة».