وافق المحافظون في بريطانيا على تشكيل حكومة أقلية مع الحزب الوحدوي الديمقراطي الايرلندي الشمالي، ووقعت حكومة الأقلية البريطانية المحافظة برئاسة تيريزا ماي على اتفاق تعاون مع الحزب الإيرلندي الاثنين في لندن. وأظهرت مقاطع فيديو نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» ووسائل إعلام أخرى عبر مكتب ماي، رئيسة الوزراء وزعيم الحزب الوحدوي الديمقراطي أرلين فوستر وهما يشاهدان توقيع الاتفاق. ولم يكشف الحزبان حتى الآن عن محتوى الاتفاق. وصرح متحدث باسم الحكومة لوكالة فرانس برس «تم توقيع اتفاق». ولم يعد المحافظون يملكون سوى 317 مقعدا من أصل 650، بينما الحزب الوحدوي الديموقراطي لديه عشرة مقاعد فقط. وكان فوستر أعلن في وقت سابق أنهم خططوا لإبرام ما يسمى ب«اتفاق الثقة والدعم»، الذي لا يرقى إلى ائتلاف رسمي، لكنه يضمن دعم حزبه للحزب الحاكم في عمليات التصويت الرئيسية في البرلمان. وبدأت المحادثات بين «الحزب الوحدوي الديمقراطي» والمحافظين بعد أن خسرت ماي الأغلبية في البرلمان، في انتخابات مبكرة مخيبة للآمال جرت في 8 يونيو الجاري. وكانت ماي دعت إلى إجراء الانتخابات المبكرة، سعيا إلى تحقيق زيادة كبيرة في أغلبيتها بالبرلمان، حيث وعدت الناخبين بقيادة «قوية ومستقرة» من خلال عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي. إلا أنها اضطرت إلى السعي للحصول على دعم «الحزب الوحدوي الديمقراطي» بعد نتيجة مفاجئة، دفعت قادة المعارضة -وبعض المحافظين- إلى حثها على الاستقالة. حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في لندن أمس. تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يدعم فيها وحدويون في أيرلندا الشمالية حكومة للمحافظين في بريطانيا، حيث حصل رئيس الوزراء البريطاني الأسبق جون ميجور خلال عامي 1996 و1997 على دعم حزب ألستر الوحدوي بعدما فقد ميجور أغلبيته البرلمانية عقب انشقاقات في الحزب وجولة الإعادة.