أعلنت القوات المسلحة العراقية أمس انتزاع السيطرة على حي الفاروق في الجانب الشمالي الغربي من مدينة الموصل القديمة من قبضة تنظيم داعش. ويقع حي الفاروق قبالة جامع النوري التاريخي الذي دمره الإرهابيون الأسبوع الماضي، وما زال تنظيم داعش يسيطر على موقع الجامع. وواصلت القوات العراقية أمس عمليات البحث في الأحياء الغربية لمدينة الموصل التي استعادتها قبل أسابيع، بعد هجوم مباغت شنه تنظيم داعش مساء الأحد، وأسفر عن سقوط قتلى، بحسب ما أفاد مسؤولون. وأثار الهجوم الذي تبناه تنظيم داعش، ذعرا بين السكان الذين عادوا إلى حيي اليرموك والتنك في غرب الموصل. وقال قائد قوات مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبدالوهاب الساعدي لوكالة فرانس برس: «إن المجموعة خرجت مع النازحين واستقرت في حي التنك، أعادوا التجمع وانطلقوا بهجمات مضادة». وأضاف الساعدي: «بعد التعرض ليل البارحة (الأحد)، وصلت قواتنا إلى المكان وصدت الهجوم. الآن لم يبق شيء، فقط مجموعتان محاصرتان، ويتم تفتيش اليرموك من بيت إلى بيت. سنقوم بعمليات تفتيش في كل الجانب الأيمن». وأوضح مصدر طبي في قوات مكافحة الإرهاب لفرانس برس أن الهجوم أسفر عن سقوط «شهداء قتلهم داعش»، ولفت إلى أن ما بين 15 إلى 20 عنصرا من التنظيم قتلوا خلال الاشتباكات مع القوات الأمنية. وتأتي هذه المحاولة، فيما تواصل القوات العراقية عملياتها العسكرية في عمق الموصل القديمة التاريخية المدمرة، وتضيق الخناق بشكل كبير على آخر مواقع تنظيم داعش، بعد ثمانية أشهر من بدء أكبر عملية عسكرية تشهدها البلاد. واستعادت القوات شرق الموصل في يناير الماضي، وأطلقت بعد شهر عملية استعادة الشطر الغربي للمدينة، وقد قتل المئات من عناصر تنظيم داعش منذ بدء العملية، كما قتل مئات المدنيين، واضطر أكثر من 800 ألف شخص إلى الفرار من ديارهم، ولا يزال العديد منهم مقيمين في مخيمات مكتظة. وفيما لم تتضح حيثيات الهجوم المضاد بعد، وصف هجوم الأحد بعملية انتقال تكتيكية بدأتها «الخلايا النائمة» في غرب الموصل، لتخفيف الضغط عن البلدة القديمة، حيث يدافع تنظيم داعش عن آخر مواقعه. وقال مسؤول محلي لفرانس برس طلب عدم كشف هويته: إن «الخلايا النائمة قامت بهجوم مباغت ضد القوات الأمنية، في محاولة لفك الخناق عن العناصر الموجودة في المدينة القديمة». وأشار إلى أن «عمليات التطهير جارية على الجيوب المتبقية من داعش». وجراء الهجوم، نزحت ليلا بعض العائلات التي كانت عادت إلى منازلها في غرب الموصل، خوفا من عودة سيطرة التنظيم الإرهابي.