أضحى يوم السادس والعشرين من رمضان يوماً تاريخياً في المملكة إذ شهد صعود الأمير محمد بن سلمان إلى ولاية العهد بتصويت أغلبية هيئة البيعة خلفاً للأمير محمد بن نايف الذي بايع الأمير محمد بن سلمان في مشهد أخوي رائع نقلته قناة الإخبارية السعودية لا يمكن أن تُشاهد مثله إلا في داخل الأسرة الحاكمة في السعودية من خلال احترامهم لبعضهم البعض، فلديهم مواثيق ودستور منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- بأن تغليب مصلحة الوطن أهم من المصالح الشخصية، الأمير محمد بن سلمان ولي العهد سطع نجمه غداة تعيينه في منصب ولي ولي العهد قبل عامين ويمتلك الأمير رؤية طموحا لإحداث تغييرات وإصلاحات جذرية في أكثر من مجال اقتصادي واجتماعي ورياضي وسياسي. قرار التعيين لم يكن بالمفاجئ لنا، قياسا لتولي الأمير الشاب الكثير من الملفات الداخلية والخارجية منذ توليه منصب وزير الدفاع في عام 2015م ورئيساً للديوان الملكي ومستشاراً خاصاً للملك ثم وبعد شهرين فقط مرا على توليه وزارة الدفاع، قاد الأمير محمد بن سلمان «عاصفة الحزم» بالشراكة مع قوات التحالف في دعم الشرعية في اليمن التي نفذتها المملكة ضد المتمردين الحوثيين في 26 مارس 2015، وترأس الأمير مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية المعني بكل ما له صلة بالشؤون الاقتصادية والتنموية وما في حكمها وقام المجلس برسم سياسات المملكة على الصعيد الداخلي ولا سيما الاقتصادية، والأمير محمد بن سلمان هو عراب رؤية 2030 الهادفة لتحقيق التنوع الاقتصادي في المملكة بدلا من الاعتماد على النفط. كما نجح ولي العهد في حسم العديد من ملفات السياسة الخارجية، الأمر الذي أثبت للعالم أجمع أن الأمير محمد بن سلمان يمتلك القدرة والذكاء السياسي وإدارة التفاوض في أعقد الملفات السياسية. كان آخر تلك المهام زيارته إلى أمريكا، واستقباله من قبل الرئيس دونالد ترامب ليكون أول مسؤول سعودي وعربي رفيع المستوى يلتقي ترامب في البيت الأبيض منذ أن تولى مهام الرئاسة، وإضافة لنشاطه السياسي والاقتصادي فإن أكثر من 60% من المواطنين من فئة الشباب، وفكر الأمير محمد بن سلمان يوائم المرحلة القادمة، والتعيينات الأخيرة بأمر الملك في أغلب المناصب الوزارية وإمارات المناطق جاءت من فئة الشباب، كما أن الأمير محمد بن سلمان أعاد للمملكة مكانتها العالمية لتكون مركزاً للقرار الخليجي والعربي والإسلامي، وللأمير محمد نشاطات خيرية ومبادرات اجتماعية متعددة، تقوم بها مؤسسة «مسك الخيرية» والهادفة إلى دعم تطوير المشاريع الناشئة وتشجيع الإبداع في المجتمع السعودي. كانت مشاهد البيعة لولي العهد وتفاعل المواطنين عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع المبايعة رسالة واضحة للعالم أجمع أن تلك المشاهد لا تحدث إلا في السعودية عبر نظام حكم مستقر وانتقال مثالي للسلطة وحب متبادل ومبايعة من الشعب بكافة شرائحه.. عاشت بلادنا وعاش ملكنا خادم الحرمين الشريفين ونبايع الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره.