لم تشرق الشمس على مواطني المملكة قبل أن تعلن سلسلة من القرارات الملكية، التي سبقت كعادة الأوامر الملكية السابقة شمس الصباح، إذ لم يكن مفاجئاً التوقيت بحجم حزمة القرارات التي كانت مطلعاً ليوم رمضاني جديد، كان الشباب الأكثر تفاعلاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ليسبقوا مراسيم بيعة أمير الشباب محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الذي أصبح ولياً للعهد ويبايعوه على السمع والطاعة. منذ دخوله لمعترك العمل الحكومي، بات الأمير محمد بن سلمان رمزاً للشباب، وللدماء المتحمسة والواثقة من التغيير نحو الأفضل، ومهندس رؤية المملكة 2030، وبهذا التعيين يؤكد خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز، فلسفته في تمكين الشباب من العمل الجاد في الحكومة والمناصب القيادية، وكان سبق هذه القرارات ضخ عشرة شباب ليكونوا أمراء للمناطق. أظهر نتائج التصويت في هيئة البيعة التي سجلت سابقة في اختيار الأمير الشاب ولياً للعهد بواقع 31 صوتاً من أصل 34، ويعد ذلك أعلى نسبة تصويت للهيئة منذ إنشائها، الإرادة الجادة في تمكين الشباب، وأيضاً الثقة العالية بولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي يعول عليه الوطن ويثق بأنه سيكون عاملاً رئيساً في نهضة الوطن، وأنه قادر على مواجهة التحديات المحيطة بالمملكة خليجياً وعربياً ودولياً. ضجت حسابات المغردين في «تويتر» بمبايعة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حتى تصدر وخلال ساعة واحدة فقط الترند السعودي، وبات الأكثر تداولاً وقراءة، وواكبت وسائل الإعلام الخليجية والعربية والعالمية هذه القرارات باهتمام كبير وتحليل سياسي واقتصادي وانعكاسها على الجوانب كلها. يحمل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الرقم 12 في تسلسل ولاة العهد، ويعد أصغرهم سناً (31 سنة)، وأول ولي عهد في المملكة كان من نصيب الأمير محمد بن عبدالرحمن آل سعود، في عهد الملك عبدالعزيز آل سعود، ثم الأمير سعود بن عبدالعزيز، الذي أصبح ملكاً في ما بعد، ويتولى الأمير فيصل بن عبدالعزيز ولاية العهد، وتولى ستة ولاة عهد منصب ملوك المملكة، فيما غادر ثلاثة الحياة قبل أن يصبحوا ملوكاً وهم: الأمير محمد بن عبدالرحمن والأمير سلطان بن عبدالعزيز والأمير نايف بن عبدالعزيز، وأعفي اثنان من منصب ولاية العهد وهما الأمير مقرن بن عبدالعزيز والأمير محمد بن بن نايف بن عبدالعزيز. إلغاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ومنذ بداية توليه لولاية ولاية العهد المشالح «البشوت» في مناسبات اجتماعية عدة، ليسير على خطاه الوزراء، ويحصد إشادة وإعجاب مواطنين رأوا فيها خطوة إيجابية للاقتراب من الشعب من دون حاجز «البشت». ظهور الأمير محمد بن سلمان الإعلامي وحواراته التي تتسابق القنوات الفضائية على بثها، كان محط تحليل وإعجاب، فإلى جانب تميزه بسلاسة استحضار المعلومة والحجة، ظهر في لقاءاته من دون «البشت» في رسالة واضحة أن المنصب للعمل وليس للرسميات التي تعوق الإنتاج بحسب تحليلات مراقبين، وتبنى تصريحات قوية ومباشرة ترسيخاً لرؤية المملكة 2030 المبنية بحسب رأيه على «الشفافية والصراحة ومحاسبة المقصرين ومعاقبة المتجاوزين». كان أول المبايعين لولي العهد الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف، الذي تلقى قبلات على يده من ولي العهد محمد بن سلمان، قبل أن يدعو له مبتسماً «الله يعينك أنا ارتحت والآن جاء دورك والله يعينك»، ليبادله الأمير محمد بن سلمان بأنه «لا يستغني عن توجيهاته». ووصف مراقبون مشهد مبايعة الأمير محمد بن نايف للأمير محمد بن سلمان، بالمشهد الحضاري والانتقال السلس في المناصب من دون الحاجة لأي تغييرات أو تعديلات يمكن أن تجعل الخصوم يؤولون هذا التغيير بتأويلات معادية وقصص ملفقة، وظهر ولي العهد متواضعاً منحنياً ومقبلاً يدي الأمير محمد بن نايف في صورة للتواضع الكبير والاحترام الأكبر.