أثار كشف المملكة العربية السعودية عن ضلوع السلطة القطرية في مؤامرة محاولة اغتيال الملك عبدالله بن عبدالعزيز-رحمه الله- اهتماما بعلاقة قطر بمحاولات اغتيال لقادة سياسيين وعسكريين في المنطقة اتخذوا موقفا معارضا لجماعة الإخوان والجماعات الإرهابية. وجاء ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر، عبر التمويل والتحريض، في كل العمليات التي يعرف منها حتى الآن اغتيال رئيس أركان الجيش الليبي اللواء عبد الفتاح يونس والسياسي الليبرالي التونسي شكري بلعيد، والمحاولات الفاشلة مثل محاولة اغتيال الملك عبدالله، والمحاولة الفاشلة لاغتيال الرئيس المصري السابق حسني مبارك التي كشفت أدلة قضائية أمريكية عن تورط الدوحة فيها. في عام 1995 ركزت مصر اتهاماتها في محاولة الاغتيال الفاشلة للرئيس المصري الذاهب للمشاركة في القمة الافريقية وقتها في العاصمة الاثيوبية أديس ابابا، على السودان، وتحديدا الزعيم السوداني «الإخواني»، حسن الترابي. وفي حين لم تكن خيوط العلاقة بين الترابي وقطر واضحة بشدة، كانت علاقة الزعيم السوداني السابق بتنظيم القاعدة جلية ولا تخفى على أحد. فالترابي هو من آوى زعيم القاعدة أسامة بن لادن ومتطرفين آخرين من دول عربية، حتى إخراجهم من السودان ضمن اتفاق مع الولاياتالمتحدة والغرب. وقضى الاتفاق تخفيف القيود على النظام السوداني مقابل إخراج الإرهابيين الذين كان نظام الترابي يوفر لهم المأوى، وهو ما تطالب به دول عربية قطر في الوقت الراهن. والرابط بين ابن لادن وعملية اغتيال مبارك الفاشلة تكشف للمرة الأولى في إحدى قضايا تمويل الإرهاب في محكمة بولاية إلينوي الأمريكية عام 2003، وذلك حين أقر المتهم الرئيسي بأنه مذنب بالتآمر وتمويل الإرهاب. والمتهم هو إنعام أرناؤوط (أمريكي من أصول سورية ينحدر من مدينة حماة التي كانت معقلا لإخوان سوريا) كان يعمل ضمن مؤسسة البترجي الخيرية، التي أوقفت السعودية نشاطها عام 1993 بعد تحقيقات أثبتت تمويلها الإرهاب. وفي إحدى صفحات القضية، يقدم الادعاء الأدلة التي تدعم اعتراف أرناؤوط من خلال تمويل تنظيم القاعدة وعملياته الإرهابية عبر منظمات مسجلة على أنها خيرية، بينها مؤسسة قطر الخيرية. وتقول أدلة الادعاء الأمريكي، في الصفحة 25 من ملف الادعاء وفقا لما نشرته أمس «سكاي نيوز»: «في 1995، بعد محاولة فاشلة لعناصر القاعدة لاغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في أديس ابابا بإثيوبيا، وجه ابن لادن اللوم لعضو القاعدة (محل الاتهام في الدعوى المشار إليه سلفا) من استخدام أموال وردت عبر منظمة قطر الخيرية في العملية وأنه قلق من أن قدرة القاعدة على استخدام تمويل الجمعيات الخيرية قد يتأثر سلبا نتيجة ذلك». وربما يكشف البحث والتنقيب في ملفات قضايا تمويل الإرهاب الكثيرة -في الولاياتالمتحدة وغيرها- عن اسم قطر في أكثر من قضية مما هو معروف الآن.