قد يستغرب القارئ من عنوان هذه المقالة فأقول له لا تستغرب من ذلك، فما نراه هذه الأيام من بعض المتعاملين في السوق العقاري من أصحاب مساهمات عقارية أو حتى بعض الوسطاء العقاريين يرددون قولتهم الشهيرة «اللهم ارزقني...وارزق مني» فقط قولا لا عملا، يحضر المساهم المزاد لتلك المساهمة وقبل البدء بالمزاد يعلن مدير المساهمة أن الإفراغ سيكون فوريا بعد أن يدفع المشتري 95% من سعر الأرض المشتراه نقدا او سندات أسهم تعود لهذه المساهمة العقارية والباقي 5% عند الإفراغ، ويتم دفع المبالغ ولكن الإفراغ لا يتم وما زال صاحب المساهمة يردد «اللهم ارزقني وارزق مني!!» كيف ذلك وأنت لم تفرغ له الأرض حتى يقدر أن يستفيد منها ببيعها أو بالبناء عليها ويستمر الحال على ذلك شهورا دون رقيب أو حسيب.. ناهيك عن بعض وسطاء المكاتب العقارية يعرض الأرض الموجودة عنده وعند قبول المشتري بالسعر المتفق عليه ويطلع المشتري من مكتبه ويأتي مشتر آخر ويدفع زيادة عن الأول الذي تم قبوله بالسعر يتصل الوسيط العقاري بزبونه الأول ويعتذر ويقول له إن صاحب الأرض قد استخار ولا يريد أن يبيع أرضه وهو قد عقد الصفقة مع زبون آخر بسعر أعلى من سعر الزبون الأول. الله يرحم زمان أول زمن الطيبين إذا باع سمحا وإذا اشترى سمحا وهو سبب بإذن الله للسعادة وراحة البال، فكنت قد سمعت من أحد الأشخاص المقربين لي قصة وقعت في بيع مجمع سكني بالخبر وكان في مكتب صاحب المجمع صديق له ودخل عليه المشترون للمجمع وعرض عليهم سعره ولم يتم البيع وخرجوا من مكتبه وفي تلك اللحظة تقدم صديق صاحب المجمع، وقال له أنا اشتريت المجمع بالسعر الذي عرضته عليهم، فقال له وأنا موافق دون أن يعطيه أي عربون وكانت الكلمة هي العربون فخرج الصديق من مكتبه وبعد ساعات قليلة رجع المشترون الأولون لصاحب المجمع، فقال لهم أنا قد بعت المجمع للشخص الذي كان جالسا بمكتبي فحاولوا أن يغروه بالزيادة فقال لهم أنا بعت فاذهبوا لذلك الشخص ففاوضوه بالزيادة وقال هذه العبارة «اللهم ارزقني.. وارزق مني».