لشهر رمضان أجواء روحانية خاصة يعيشها المؤمنون في كل مكان على هذه الأرض، وفي بلادنا التي هي مهبط الوحي كما في غيرها من بلاد المسلمين تتجلى الأجواء الرمضانية أولاً بإقبال الناس على أعمال الخير ومضاعفة البذل، وتكثر فيه المخيمات الرمضانية التي تنفذ مشاريع إفطار الصائم داخل المدن وعلى الطرقات وتشهد محاضرات وندوات وأمسيات توعوية ودعوية.. وفي مبادرة نوعية من جمعية عنك الخيرية للخدمات الاجتماعية قامت الجمعية بتنظيم ندوة استضافت فيها الباحث نجيب الزامل عضو مجلس الشورى السابق والكاتب المعروف، تحدث فيها من خلال تجربته عن العمل التطوعي الذي لا يعتبر الزامل من رواده على مستوى الوطن فقط بل على المستوى العربي والعالمي أيضًا، وقد توجت جهوده في هذا المجال باختياره رئيسًا شرفيًا للعديد من جمعيات العمل التطوعي. ومن وجهة نظري فإن لطرح الموضوع إيجابيات كثيرة ليس أولها أن يكون المتحدث هو د. نجيب الزامل بما يحتله من موقع مهم بين رواد هذا العمل، بل وكذلك اختيار هذا الموضوع في مثل هذه الأمسية التي اعتاد الحضور منها على طرح موضوعات محددة باعتبارها أكثر مناسبة لأجواء رمضان، كما أن الأمر يكتسب أهمية من حيث المكان أيضًا، وكذلك علاقة العمل التطوعي بأعمال البر التي هو من منها بدليل الكثير من الآيات والأحاديث التي تحث على أعمال البر والخير ومساعدة الآخرين، إضافةً إلى أن رؤية المملكة 2030 التي تناولت كافة الجوانب والطموحات التنموية المطلوب تحقيقها ضمن هذه الرؤية قد أعطت العمل التطوعي أهمية تجلت في ما حددته من أهداف ذات صلة بهذا المجال وهو أن يبلغ عدد المتطوعين عند تحقيق الرؤية مليون متطوع من أبناء الوطن في تحول واضح بالرقم المتواضع الحالي وهو أحد عشر ألفًا ما يعكس الدور المأمول للعمل التطوعي في مستقبل الوطن –إن شاء الله-. لقد كان الزامل في الأمسية التي شرفني الإخوة في الجمعية بإدارتها.. أقول كان خير من يدعو الحاضرين إلى مؤازرة هذا العمل والانخراط فيه وتهيئة أسباب النجاح له ليس بالتطوع المباشر ببرامجه بل وبأكثر من طريق يمكن لكل واحد منا أن يدعم هذا العمل إذا توافرت الإرادة، خاصةً وأن الزامل قد أورد العديد من شهادات قيادات العمل التطوعي في بلاد أخرى عن قدرة الشباب السعودي وإمكانياته عندما يشارك في هذا العمل إضافةً إلى كثير من البراهين التي لا تترك لمن يستمع إليها إلا فرصة واحدة هي تفهم أهمية هذا العمل ودوره في التنمية الاجتماعية للوطن وتوثيق الروابط بين المواطنين ومشاركتنا جميعًا في رسم صورة مستقبله التي نريدها زاهية –بإذن الله-.. شكراً للزامل.. وشكراً لجمعية عنك الخيرية وإلى مزيد من العطاء.