دشنت الجمعية الخيرية للتنمية الأسرية بالمنطقة الشرقية «وئام» الاسبوع الماضي مبادرتها الاسرية «حياتنا تفاهم» بحضور عضو هيئة الافتاء مسؤول فرع المنطقة الشرقية الشيخ علي المري الذي تحدث عن الطلاق بأن كثيرا من الازواج بعد ان يتم الطلاق يندم ويتحسر ويبحث عن عالم أو من يرجع له امرأته، وهذا مناف لما جاءت به السنة النبوية والدين الاسلامي، فالطلاق في الاسلام للمرأة إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته، فأول سبب من أسباب الطلاق عدم معرفة الاحكام الشرعية او الجهل بها، فمثال ذلك لو ان لدينا 100 شخص طلقوا زوجاتهم فان 5% فقط من طلق وفق السنة و95% لا يعلم ان كانت وفق السنة او مخالفة، وعندما تخبره بان هناك طلاقا بدعيا ولا يجوز قال لا اعلم بذلك. فالطلاق بالثلاثة والذي يقوم به بعض الاشخاص بالمجالس هو طلاق بدعي من جهة العدد ولا يعلم بذلك كثير من الناس وهذه الامور تحتاج الى توعية والا ستكون نسب الطلاق بازدياد. كما دعا الشيخ الى التعاون بين هيئة الافتاء فرع المنطقة الشرقية والجمعيات المتخصصة بالاسرة واصلاح ذات البين في هذا الجانب، وان يكون هناك كِتاب لتوعية المقبلين على الزواج وكذلك للاسرة يذكر فيه اهم النقاط التي تحد من الطلاق وتحفظ الحياة الزوجية مثل طلاق البدعة وطلاق السنة وتركيبة المرأة النفسية وكذلك الرجل، ويوزع على مأذون الانكحة يتم اعطاؤه للزوجين عند عقد القران. واشار الى أن البيوت مليئة بالنساء اللاتي لم يقبلن على الزواج وإن حصل الطلاق فان مثل هذه النسب تزداد اكثر واكثر، فلا بد من توعية الناس بذلك وإن كثيرا من الازواج يطلق لاسباب بسيطة يجب أن يتحلى الزوج فيها بالصبر والتريث وعدم الاستعجال. وأعطى مثالا لبعض النماذج في كيفية طلاقهم ومعاملتهم الزوجية منها ان رجلا متزوجا قالت له زوجته انك لا تستطيع ان تستغني عني فغضب من كلامها وتحداها وذهب الى المحكمة وطلقها بالثلاث، وعندما اخذ صك الطلاق وجد أنه طلقها بالثلاث ورجع الى القاضي الذي أوضح له ان هذا الطلاق جاء منه وأنه وقع وقد كانت زوجته حاملا فأخفى صك الطلاق عن زوجته حتى وضعت طفلها واستمر معها بعد ذلك ووقع الجماع بينهما وعند الذهاب لتسجيل الطفل بالاحوال المدنية اكتشف ان الزوجة قد سقطت من سجلاته ولم يستطع تسجيل طفلة وكل ذلك وقع بسبب الغضب والاستعجال والتهاون بأمر الطلاق. واضاف انه لا بد للناس من التوعية بمثل هذه الامور وعدم التهاون بأمور الطلاق وأن يكون صبورا حليما فيما بينه وبين زوجته، وهذا ما تتطلبه الحياة الزوجية، وأن لا يجعل الزوجان محبتهما الاساس في الحياة الزوجية وهو الهاجس الوحيد فقد يكره الزوج الزوجة وقد تكرهه ولكن قد يجعل الله بهذا الزواج الكثير من الخير والصلاح لهما ولذرياتهما. وبين أن الاعلام له دور في توعية الناس بالامور التي تنفعهم ومنها الحياة الزوجية وان يكونوا اصحاب خير ويتحلوا بالامانة والمسؤولية في توضيح مثل هذه الامور التي تهم المجتمع وفيها صلاح لهم فلهم الاجر والثواب من الله سبحانه وتعالى، وايضا دور الخطباء وأئمة المساجد في تثقيف الناس وتوجيههم بامور الطلاق وما ينفع الناس وعقد الدورات التوجيهية في الجوامع والمساجد وليس ذلك مقتصرا على القاعات والمراكز التدريبية وانما لا بد ان يكون هناك دورات تقام بالجوامع والمساجد فيها التوعية والتوجيه لمثل هذه الامور وبالتنسيق مع الشؤون الاسلامية وأن تتناول الامور الشرعية والنفسية والاجتماعية. كما لابد ان يتحلى الزوج بالصبر في الحياة الزوجية لذلك جعل الله سبحانه وتعالى العصمة بيده، وهناك قصة وقعت لزوج كبير بالسن بلغ 75 سنة وزوجته عمرها 70 سنة طلقها طلقة واحدة هي اول طلقة في حياته فهو يعاني السكر والضغط وهي كذلك وأراد أن يخرج من غرفته وقد منعته وأصر على الخروج واشتد النقاش بينهما وأراد ان يخرج بالقوة فأمسكته بثيابه وشدته وطلبت منه الطلاق ووقعت الطلقة التي سقطا معها كليهما مغمى عليهما. وعن الافتاء بمسائل الطلاق وغيرها ذكر الشيخ ان هناك من يفتي من غير علم وهناك حالات طلاق وقعت وعندما سألت الزوج من اين اتيت بالطلاق فقال من خلال التلفون، ورجل آخر طلق زوجته وهي حامل ورجع لها وعند سؤاله لماذا رجعت لها قال ان الحامل لا يقع طلاقها مع انه وباجماع اهل العلم ان الحامل يقع طلاقها. وحذر الشيخ الناس من الرجوع الى التلفون والى الانترنت والى وسائل التواصل الاجتماعي والى المواقع الالكترونية مثل قوقل ويطبق ما يوجد بها من حالات طلاق على نفسه او يعمل بها فهذا الامر غير صحيح ولا يمكن الاعتماد عليه لاختلاف الحالات من شخص الى اخر، فالحمد لله وجود فروع الافتاء بمناطق المملكة سوف يضبط الافتاء ويكون بمقدور الزوج او المطلق الذهاب او التواصل مع هذه المراكز الموثوقة بدلا من سؤال ائمة المساجد الذين لا يملكون مثل هذا الحق او غيرهم فيما يحتاجون اليه في امور الطلاق. ونبه الشيخ الى امر خطير جدا وهو ان بعض الرقاة ومعبري الرؤى من اسباب الكوارث التي تقع بالبيوت لما يقومون به من تفسيرات خاطئة او محرضة ويكون بعضها سببا في انفصال او خلق المشاكل في البيوت، كما يجب على الزوجات ان لا يتحدثوا بأسرار بيوتهم الا عند الضرورة ومع اناس يثقون بهم ومعروفين لديهم، فكثير من حالات الطلاق ونعلم عنها جاءت من هذا الباب. كما ان الطرق الشرعية هي الصحيحة في تناول كثير من الامور والاجتهاد في كثير من الامور قد يفسد كثيرا ولا يصلح وقد يكون سببا في هدم البيوت وإن نجحت مع اشخاص فلا يمكن تعميمها على الجميع، فالبيوت قد تهدم بكلمة قد لا يعي من قالها مدى تأثيرها بالشخص الاخر. ...و يتحدث للمحرر المري يتحدث للحضور