فتح مهرجان «صناع الأمل» الذي نظمه مركز الرعاية النهارية لذوي الاحتياجات الخاصة بالجفر، الباب واسعا أمام العشرات من ذوي الاحتياجات الخاصة لنثر إبداعاتهم أمام الجمهور الذي أدرك أن المعاق يحمل إبداعا يتفوق به عن الكثير من الأصحاء. وعلى هامش المهرجان تألقت المواهب المتنوعة في نثر جمالها عبر الفقرات الهادفة منها الأوبريت الاستعراضي لذوي الاحتياجات الخاصة من تنفيذ مركز التأهيل الشامل وقصة نجاح البطل الخليجي علي الصقر وقهر الإعاقة وتحويله للنجاح مع الشاعرة خديجة السكيني. ولفت الأنظار الطفل التوحدي الفنان المبدع عبدالمهيمن الحسين، وبطل رفع الأثقال أمين السلمان، وسحر الشعر مع عواد البراهيم، كما شاركت جمعية المعاقين في إبراز إنجازاتها في برمجيات الحاسب وصيانته مع الكفيف المتألق محمد الرشيد، وهندسة صوتية والآلات الموسيقية مع الكفيف المبدع عبدالله كاظم المسلم، ونفذ فريق ابتسم عددا من المسابقات الحركية والذهنية والكثير من الفعاليات المنوعة وتوزيع عدد كبير من الهدايا، فيما أبدعت الرباب العباد خلال المهرجان. وقال رئيس مجلس جمعية النخلة التعاونية وليد العفالق: جاءت مبادرة مهرجان «صناع الأمل.. تحدوا الإعاقة» ضمن عدة مبادرات إنسانية ضمن خطتنا السنوية لعام 2017م، ومنها جاء دورنا في التوعية والتنوير وإبراز المواهب الأحسائية المبدعة. وقال: حرصنا في هذا الحدث على مشاركة أكثر من 50 مشاركا من ذوي الاحتياجات الخاصة من الجنسين، كما استقطبنا مشاركين من إعاقات مختلفة كل حسب إعاقته؛ بهدف تأكيد ان الإعاقة لا تمنع الإبداع والتمكين، ومنها جاءت رسالتنا «المعاق جزء من المجتمع وله حق التمكين»، فالإعاقة الحقيقية في الفكر وليس الجسد. وفي كلمته بالحفل، ذكر مدير مركز قادر للرعاية النهارية لذوي الاحتياجات الخاصة، سامي بن أحمد العباد، أن الكثير ممن لا يراعون أبناءهم واخوتهم المعاقين من ذوي الاحتياجات الخاصة ولا تتعدى نظرتهم الشفقةَ والعطف والتذمّر ولفت أنظارهم إلى قصورهم بسبب الإعاقة، تناسوا أن الإعاقة قدر من الله وأن عليهم أن يرضوا ولا يعترضوا عليه، ومتجاهلين أنهم معرَّضون للإعاقة في أي وقت!غير مدركين أن القدرة الإلهية تكفلت بفئة المعاقين من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعتبرهم البعض همًا اجتماعيًا يثقل المجتمع، وأن الرحمة الربانية انتشلتهم من عوز الآخرين حينما يهبهم المولى تعالى العديد من القدرات والطاقات المميزة التي يواجهون بها قسوة الحياة ويثبتون بها جدارتهم بإبداع متقن يتمناه الأصحاء. وأضاف العباد: تبقى نظرة البعض ممن يعانون من قصور فكري في تفهمهم للحياة متخلفة تجاه مثل هؤلاء البشر وتشتد المأساة حينما تحرج بعض الأسر من معاقيها فيحجبونهم خلف الجدران المظلمة ويعاملونهم بقسوة تزيد من تعطيل طاقاتهم الكامنة التي لابد أن تحرك وتتحول إلى قوى منتجة في خدمة المجتمع وخدمة أنفسهم كي يستغنوا عن عطف الآخرين ورحمتهم ويكتفوا برحمة خالقهم ومنعمهم. يذكر أن الفعالية احتضنها مركز قادر للرعاية النهارية لذوي الاحتياجات الخاصة التابع للجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بالجفر في جبل القارة، بحضور مدير هيئة السياحة خالد الفريدة، ورئيس مجلس إدارة جمعية النخلة التعاونية وليد العفالق، ومدير جمعية المعاقين بالأحساء عبداللطيف الجعفري، ورئيس جمعية المنصورة الخيرية يوسف الناصر، ورئيس لجنة التنمية بالعمران حسين العبيدان، ورئيس لجنة التنمية بالقارة رضا العلي، ومدير مركز التدخل المبكر لذوي الاعاقة بجمعية العمران د. يوسف العلي.