تحدثت في مقالات عدة عن بعض الجوانب السلبية في ساحة العرضة الجنوبية، وكان الهدف من ذلك هو التصحيح الذي ينشده ويبحث عنه الجميع، خصوصا في عصر السرعة ونقل المعلومة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي المتعددة، ولكن لا يزال هناك الكثير من السلبيات التي تطغى على كل ما هو ايجابي وتحد من تقدم هذا الموروث وتسعى لتشويه وجهه الجميل.. ومع اختلاف الآراء والتوجهات القائمة الا ان هناك العديد من النقاد تشكلت لديهم رؤية بأن هذه الساحة باتت تتجه للمجهول، ويتساءل الكثير عمن سيأتي بعد عبدالله البيضاني وعبدالواحد الزهراني ومحمد بن حوقان وصالح بن عزيز في حالة ابتعادهم او عزوفهم عن الساحة لأي اسباب كانت، واضحى لدى الجميع ادراك تام بأن الشعر سيفقد اهميته وقوته وبريقه بعد هذه الاسماء التي رسخت في ذهنية المتابع من خلال تقديم شعر حقيقي مبهج ولافت عبر احداث تطوير في المفردة وجمال الصياغة خلال عقود ماضية. وبكل واقعية، يظل التساؤل هو سيد الموقف، خصوصا أن الجيل الحالي من الشعراء يغلب عليهم الوقوع في تكرار ما سبق وتم طرحه وكذلك السعي وراء المهاترات ظنا منهم بأنها من الطرق السهلة للوصول للجمهور ومن هذا المنطلق تمحورت لديهم ثقافة البعد عن التجديد في الافكار والابتكارات اللفظية مما جعلنا نشعر بأنه لا يوجد هناك من هؤلاء الشعراء احد يشار له بالبنان ويستحق بأن يقال عما يقدم شعرا ومع الاسف بأن كل الذي نسمعه الان في الكثير من الحفلات كلام لا يمت للشعر بصلة وخال من روح الشاعرية.. ومن هنا أوجه رسالتي الى الشعراء الحديثين في الساحة، عليكم الاهتمام بالجانب الثقافي وقراءة المشهد بعمق والاطلاع على تجارب من سبقوكم ومعرفة كيف وصلوا وجعلوا لهم بصمة خالدة وخطوط سير مختلفة جعلت الانظار تتجه اليهم والمحافل تضج بقصائدهم والناس تحفظ نتاجهم الشعري.