جرائم غسل أموال... جريمة منظمة.. رشوة... فساد.. مصطلحات لم نعهدها في رياضتنا بشكلها الصريح، وان كانت تحضر بالتلميح أحياناً بصورة متفرقة في بعض القضايا، ومع هذا تقوم الدنيا ولا تقعد معها. قضية محمد العويس حارس الأهلي المنتقل من الشباب شغلت الأوساط الرياضية في الفترة الماضية، واعتقد الغالبية العظمى ان رياحها هدأت بعد قرار الحسم الصادر من اتحاد الكرة ممثلاً بإدارة الاحتراف، الا ان العاصفة هبت مجدداً حاملة معها انداراً باقتلاع طرف من الأطراف المتداخلة والمعنية حسب ما تذهب اليه التوقعات. تخيلوا صدور بيان رسمي بهذه القوة تتحمل مسؤوليته ادارة نادي الشباب، وفيه ما فيه من مطالبات بتدخل جميع الجهات ذات الاختصاص في الدولة لكشف حقيقة الأموال التي تقاضاها العويس للانتقال للاهلي. اجزم ان اللغة التي خرج بها بيان الادارة الشبابية لم تكن لمجرد ردة فعل غاضبة او من باب الاحتقان فقط، اذا لم يكن لديها المام تام بعواقب كل حرف من حروف البيان خاصة فيما يتعلق بجوانب (التجريم). ومع هذا، فكل ما ذكره البيان لن يغفر للإدارة الشبابية خطأها الذي ارتكبته في تأجيل حسم مسألة تجديد عقد الحارس القضية عندما كان بين يديها وبإمكانها السيطرة عليه خلال الفترة المحمية. واذا ما عدنا الى خروج السطور الشبابية الى خارج إطار الرياضة والتطرق لجوانب أمنية، فان ذلك سيفتح الباب على مصراعيه لتأويلات لا نهاية لها لا ولن تتوقف الا بتدخل قوي يمسك بزمام الامور وينهي القضية، سواء كان ذلك بوجود ضحايا ستغادر الوسط الرياضي أو من خلال حنكة قيادية (تلملم) الأوضاع وتغلق الملف بوضع نقطة حسم على اخر السطر. كنّا دائماً وأبدا نتطلع ان تكون رياضتنا هي الانظف في التنافس الشريف والأرقى في التعامل بين جميع الأطراف، إلا ان التناحر الذي نشاهده يحد من التفاؤل ويجعلنا نبحث عن ظهور آمن يقنن التنافس داخل المستطيل الأخضر فقط. وقضية العويس خير شاهد على عصر رياضي اصبح فيه الخصام والشجار اكثر أهمية وَذَا حيّز أكبر من صناعة رياضة نفاخر بها بين بلدان العالم، ولهذا فالتقدم والتطور سيكون أبطأ من اي وقت مضى. مجملا ننتظر ما يستجد بخصوص بيان الشباب الذي حمل عدة نقاط فيها من التجريم الكثير، ولو اني على يقين ان الامور لن تقف عند هذا الحد، بل ستصعد لاعلى درجة، وهو الامر الذي قد يجعلنا نشاهد عقوبات صارمة بعضها يصل الى الابعاد عن الوسط الرياضي.