أمثولة الوردة والنطاسي هي مجموعة قصصية للمؤلف السعودي الشاب عدي الحربش، تتألف من أربع عشرة قصة عمد فيها المؤلف الى المزج بين بعض القصص التاريخية والشخصيات التراثية، وفصلَ لها ثوباً قصصياً مغايراً عن كل ما سبقه. كل ذلك يحدث في وسط مفرداتٍ لغوية باذخة الجمال! ما يميز المجموعة - والمؤلف على وجه الخصوص - هو العمق المعرفي في التاريخ وتلك الحكايا التي نسج مجموعته على إرثها، وقدرته اللافتة على إعادة قراءة تلك الأحداث من زاوية أخرى مغايرة لما جرت عليه العادة، حتى إن التفاصيل التي ربما يمر عليها بعضنا في تلك القصص ربما هي حدثٌ مفصلي يصوره لنا المؤلف من خلال اعادة طرحه بشكل تتقبله وكأنك لم تؤمن يوماً بغير ما يقول! يحدث كل ذلك بحرفيةٍ متناهية ونقلٍ غير مخلٍ بأحداثها الحقيقية، وهذا السيناريو الذي ابتكره المؤلف لبعض قصصه لهو دلالة واضحة على قدرات الكاتب السردية والفكرية ومخزونه المعرفي اللافت. فمعظم هذه المجموعة القصصية اتخذت من التاريخ والشخصيات التاريخية والتراثية المادة الأساسية، التي عالج من خلالها المؤلف عدداً من الامور التي يهدف اليها متخذاً أسلوب القصة في هذا العلاج. المفردات الثرية تضيف لك تجربة بحثٍ جديدة، فمخزونك اللغوي سيُضاف له الكثير بعد هذه المجموعة لأنك ستبحث عن بعض معاني المفردات الجديدة، ومخزونك التاريخي سيزداد رصيده لأنك ستبحث عن بعض الأسماء التاريخية والأماكن والمدن، التي سيرد ذكرها في ثنايا بعض القصص. سيبدو لك -كقارئ- وأنت تتصفح هذه المعزوفة الرائعة بأن المؤلف يحاول أن يتحدى نفسه في كل قصةٍ جديدة أكثر من أيّ شيءٍ آخر! حينما تنتهي من القصة الأولى ستسأل نفسك: هل يمكن للمؤلف أن يأتي بشيءٍ أجمل من هذا؟! وما ان تبدأ في قراءة القصة التالية حتى تغرق بها وكأنك فتحت الكتاب في هذه اللحظة، سينجح الكاتب في أن يبهرك وفي كل مرة أيضاً ينجح في مفاجأتك وإثارة الدهشة بداخلك، حتى إن حاولت جاهداً ألا تفعل.. صدقني ستفعل ذلك! بالرغم من أن القصص هنا لا يتجاوز بعضها بضع صفحات، إلا أنها مُثقلة بالجمال والحبكة والصنعة الأدبية والقصصية الرائعة. ولعل اجمل ما في المجموعة هي القصص التي في البداية، فلقد كانت غاية في الروعة والجمال عكس باقي القصص التي كانت أقل من مستوى الأُوَلّ. تقول القارئة سوسن الموسى: يا أصدقائي.. إن وجدتم على الأرفف كتاب عدي جاسر الحربش، أمثولة الوردة والنطاسي، فشدوا عليه بالنواجذ، فهي فرصتكم للسفر خارج الصندوق.