لا تكن أسيراً للراتب، تلك الجملة التي قادت عبدالله الشمري الى العمل الحر في مهنة الكهرباء والسباكة، وزرعت الثقة بنفسه لينطلق في هذه المهنة رغم احباطه من قبل الكثيرين من حوله الذين توقعوا فشله، ولكن واصل تفاؤله في القيام بهذه المهنة الشاقة بكل سعادة مع تفاؤل يغمره وبنظرة كلها أمل في المستقبل، فمهنته علم وتعلم مستمران ولا نهاية لهما، في بداياته المهنية كان يغيب طويلا عن منزله واهله، واول عتاب كان من طفله الصغير سعود الذي لا يتجاوز عمره ال 11 عاما لماذا يا بابا لم تجلس معنا كثيرا وتخرج بنا للتنزه سويا؟ فنحن نحتاجك، فرد عليه ابوه، ضيفنا اليوم في هذه الصفحة، معتبرا أن تساؤل ابنه كان من اصعب الاسئلة: «إنني اذهب لأجمع نقودا لكم افضل من اكون بجانبك وجيبي خال فكيف ألبي طلباتكم». يقول الشمري وعمره 35 عاما: تقاعدت مبكرا من عملي الحكومي لحبي هذه المهنة وتفاؤلي بما سوف اقدمه لمستقبلي في مجال العمل الحر، فدخلي اليومي لا يقل احيانا عن 150 ريالا. في عام 1430 بدأ تعلم مهنة الكهرباء والسباكة في منزله بعدها انتقل للتعلم اكثر مع العمالة المتمكنة في هذه المهنة، واصبح يشتغل معهم بدون اجر في البدايات ثم فتح مؤسسة صغيرة واستقدم عاملين فقط ليساعداه في هذه المهنة الشاقة والتي تأخذ وقتا طويلا لينجز مهام العمل. ويعبر الشمري عن مدى شعوره بمتعة وسعادة غامرة بعد انجاز مهامه اليومية، ويقول: اسعى للحصول على الافضل، فقد تعلمت الكثير ولكن لا نهاية في تعلم هذه المهنة، كما ان زبائني يثقون في لدرجة انهم يسلمونني مفاتيح منازلهم وهم خارجها، ومع هذه الثقة زادني حب وشغف المهنة بالعمل بإتقان. وعن مجالات عمله، يقول: أكثر اعمالي في منازل عائلية ولا يتطلب العمل اكثر من شخصين لاحترام اصحاب المنزل، واجتهد ليكون عملي باحترافية اكثر، ودقة متميزة، مع الحرص على الامن والسلامة خاصة في حالات المخاطر مثل تواجد التماس كهربائي إذ اسعى بالإضافة الى الحفاظ على نفسي أن احافظ على سلامة المنزل ومن فيه. وتناول الثقة بينه وبين الزبائن ووصفها بأنها ممتازة، مؤكدا أنها بلغت عند البعض منهم تسليمهم لي بطاقة الصرافة الائتمانية الخاصة بهم لسحب مبلغي الذي اطلبه منهم، ولكن بكل تأكيد ارفض ذلك، وأكتفي بالسعادة التي تغمرني لشعوري أنني كسبت ثقتهم، وهذا ينعكس علي ويزيدني ثقة بنفسي وبما اقوم به في مهنتي بكل اتقان ومهارة. وعن الأسعار أفاد الشمري: إن بعض الزبائن ليس لديهم علم كاف باسعار قطع الكهرباء او السباكة، فأسعار المحلات تختلف من محل الى آخر حتى في جودة السلعة التي يحتاجها الزبون فكلمة الزبون لي من باب الثقة «اشتر القطعة مثل ما تشتريها لمنزلك» تضعني أمام مسؤولية وعلى محك ثقة الزبون بي مما يجعلني أوفر له أجود القطع وبأقل سعر ممكن. ويلفت الانتباه إلى ان ثقة زبائنه به دفعت، كما يقول، ببعضهم لتوكيلي بالاشراف على عمال المؤسسة او الشركة التي يديرونها، ولكني أفضل الاستمرار في عملي بنفسي، وأحمد الله على نعمة الثقة التي أحظى بها من العمل في هذه المهنة. ويتحدث الشمري عن حياته الخاصة ويقول: الحمد لله رزقت بأربعة اولاد واكبرهم 16 عاما، وأسعى لتعليم احد ابنائي في أوقات فراغه هذه المهنة من صغره لإكسابه مهاراتها وليتقنها أفضل مني.