«لم أشعر بالغربة التي قضيتها خارج وطني طوال ال 24 عامًا بالمملكة، ومنذ قدومي للعمل في عام 1993م وانا أشعر انني في بلدي تماما». هكذا بدأ المقيم الهندي، اسكندرعلي، حديثه ليروي جزءا من تفاصيل حياته التي قضاها بالمملكة بين اخوانه واسرته الكبيرة على حد قوله. ويقول اسكندر: بدأت العمل كعامل في احد محلات بيع المواد الغذائية ومع مرور السنوات اصبح زبائن المحل الذي اعمل به ينادوني ب (المطوع)، وفي الحقيقة طوال هذه السنوات لم اجد من الجميع الا الاحترام والتقدير الذي لم يشعرني بالغربة طوال 24 عامًا قضيتها كعامل ومحاسب في بعض الاحيان في محل بيع المواد الغذائية، والان اعمل في محل بيع الخضار والفاكهة والتي وجدت فيها سعة بالرزق، وكما اني افرح كثيرا عندما يثق الزبائن في نصائحي لهم باختيار الخضار والفاكهة الطازجة في كل يوم. ويضيف اسكندر: انه عندما تغير مجال عملي اكتشفت حب الناس وتعاملهم الطيب معي، وما وجدته من احترام وتقدير كما أني استطعت من خلال عملي هنا في المملكة تأمين التعليم لابني الذي يدرس الان في احدى جامعات الهند، وابنتي التي تدرس الان في المرحلة الثانوية، وكذلك استطعت بناء منزل خاص بي في الهند يوفر لاسرتي حياة كريمة وخصوصية. ومن المواقف التي لا انساها هو اهتمام الجميع بزيارتي والاتصال بي عندما كنت مريضا، وحرصهم على ذهابي للمستشفى من أجل ان أتشافى وأواصل عملي، ولم أجد من الكفلاء الذين عملت معهم الا كل احترام وتقدير وتسهيل لكافة امور حياتي، كما يبادلني كل المواطنين الاحترام والتقدير ويعتبرني الكثير منهم بمثابة أب او أخ كبير لهم، وفي حقيقة الامر ان المملكة وطن يستوعب الجميع من كافة الجنسيات، فهي بلد الحرمين الشريفين وتعتبر قبلة ومركزا لكل المسلمين من كافة انحاء العالم، حتى زبائني من الجنسيات الاوروبية والامريكية والفلبينية دائماً ما يذكرون مواقف ايجابية حدثت لهم خلال مكوثهم بالمملكة، فمنهم من تزوج بالمملكة ومنهم من تربى ابناؤه وتعلموا هنا، وانا اتمنى ان اظل هنا طوال حياتي وان استطيع توفير عمل لابني وابنتي هنا حتى يظلوا تحت راية الامن والرخاء اللذين عشت فيهما طوال عمري.