بياع خضار.. ظل الشبان يتحاشون الوصف لأسباب عدة، أقلها العيب الاجتماعي المزعوم أو الترفع عن الحرفة مهما كان أجرها الحلال. لم يكن الشباب من أنصار المهنة هذه غير أن النظرة لم تستمر طويلا بعدما أدركوا أن الأرباح فوق الأوهام والنظريات الجامدة، تغيرت نظرتهم كما تبدلت نظرة أسرهم عن ذلك بل أصبح بيع الخضار أمر معتاد ومحبب ويدر ارباح طيبة تسد الحاجة. لا عيب نايف المنهالي يقول: الحمد لله هذا المحل الذي تراه بالكامل لي أنا، وابيع فيه واستعين بأشقائي لمساعدتي أحيانا واشعر بالراحة فهو يدر علي دخلا جيدا يكفي لمساعدتنا على أعباء الحياة، وأحاول أن ادخر من ذلك مبلغا لكي استطيع بعد فترة إكمال نصف ديني بالزواج. أما البائع محمد فقال «يكفي اسمي الأول لا أريد الإفصاح عن اسمي الكامل» لكني أجد متعة في البيع والشراء وفيها فوائد كبيرة ولكن للأسف ما زالت نظرة العيب سائدة وأتمنى أن يأتي يوم ويفهم الجميع أن البيع والتجارة حلال وأمر عادي بل مطلوب، فالأنبياء مارسوا التجارة ولا اعتقد أن بيع الخضار يختلف عن الذهب فكله بيع، فلماذا يعيبون الخضار؟ منافسة غير شريفة عبدالله يقول إنه يبيع الخضار والفواكه ويشتري الأغنام والحياة علمته أن يبحث عن ما يسد الحاجة ولا أجد أي حرج في هذا الأمر، بل افخر أنني أساعد والدي في تكاليف الحياة والقلة هم الذين يجدون حرجا في بيع الخضار، أما الغالبية فقد سابقوا الزمن وانتهى العيب إلى غير رجعة ويتفق معه سالم ومحمد وقالا: لا نملك محلا لبيع الخضار بل نجوب بسيارتنا الأسواق والقرى ورغم المعاناة وقلة الدخل إلا أننا نجد أن هذا أفضل من مد أيدينا للناس أو انتظار الوظيفة ولا نعلم تأتي أو لا تأتي، ويواصل سالم: هناك منافسة غير شريفة من الباعة المتجولين ونحن نقاوم التيار قدر الاستطاعة.