الاستعداد للجولة الثانية من السباق المحتدم للفوز برئاسة فرنسا انطلق أمس، بعد ساعات من إعلان نتائج الجولة الأولى إذ وجه كبير مساعدي مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان انتقادا لاذعا لخصمها الوسطي إيمانويل ماكرون، وهو ما يعرف بالضرب تحت الحزام. وقال فلوريان فيليبو نائب لوبان لقناة (بي.إف.إم) التلفزيونية: «إيمانويل ليس وطنيا، لقد باع الشركات الوطنية. وانتقد الثقافة الفرنسية». وأضاف: إن رؤية ماكرون لفرنسا تختلف تماما عن رؤية لوبان لبلادها. ووصف فيليبو المرشح الوسطي المستقل والمصرفي السابق بأنه «متعجرف» وقال في كلمة أمس: «يتحدث وكأنه فاز بالفعل»، في إشارة إلى استعداد ماكرون لخوض الجولة الثانية المقررة في السابع من مايو. وأشارت آخر أرقام صادرة عن وزارة الداخلية إلى أن ماكرون حصل على نسبة 23.74 % من الأصوات مقابل 21.53 % للوبان. وتوقع استطلاع للرأي أجراه مركز هاريس أن يفوز ماكرون في الجولة الثانية بنسبة 64 % من الأصوات مقابل 36 % للوبان. ولم تختلف كثيرا نتائج استطلاع آخر أجراه إبسوس/ سوبرا ستيرا. ومن المؤكد أن تأهل ماكرون لجولة الإعادة في انتخابات الرئاسة الفرنسية بعد أسبوعين سيطلق ارتياحا أوروبيا، خاصة في أسواقها المالية إذ تشير استطلاعات الرأي إلى أنه سيتفوق بسهولة على منافسته مارين لوبان القادمة من أقصى اليمين، إلا أن امتلاك فرصة حقيقية لتنفيذ ما يريده من إصلاحات في الاقتصاد والسياسة يحتاج منه تحقيق نصر كبير يكفي للاستعانة بشخصيات لها شعبيتها من الأحزاب ذات الجذور الراسخة في الانتخابات البرلمانية التي تجري في يونيو المقبل. وهو ما حصل عليه فعلا عند ما سارع المحافظون والاشتراكيون إلى حث أنصارهم على الإدلاء بأصواتهم لمنع مارين لوبان من الوصول إلى قصر الإليزيه. من جانبها، رحبت الصحافة الدولية بتأهل ايمانويل ماكرون للدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، لكن بعض الصحف اعتبر ان وجود مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن كمنافسة يشكل تهديدا. واعتبرت صحيفة ال(غارديان) البريطانية «أن ايمانويل ماكرون يشكل أفضل أمل لبلد كبير يواجه اضطرابا عميقا»، لكنها رأت ان «التهديد الذي يطرحه اليمين المتطرف لم يتبدد». فيما عنونت صحيفة «دايلي مايل» المحافظة: «ثورة فرنسية جديدة»، موضحة أن فرنسا تجري الآن استفتاءها حول الاتحاد الاوروبي، فيما بدت في ألمانيا صحيفة «فرنكفورتر الغيميني تسايتونغ» المحافظة متحفظة حيال تأهل ايمانويل ماكرون. من ناحيتها، رأت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أن الفرنسيين «أعادوا تحديد الجغرافيا السياسية للبلاد من خلال وضع الاتحاد الاوروبي في وسط المعارضة السياسية الجديدة». في وقت تحدثت فيه صحيفة «نيويورك تايمز» وعلى صدر صفحتها الأولى «عن منافسة بين دخيلين يحملان رؤى مختلفة جذريا للبلاد». وأضافت: «إن هذا التعارض يضع فرنسا على طريق غير آمن في لحظة حرجة، إذ يمكن أن تقرر هذه الانتخابات، مستقبل الاتحاد الأوروبي أيضا».