انعقاد مؤتمرات التعايش هنا وهناك على مختلف المستويات من جميع شرائح المجتمع مؤشرات ايجابية، ولكن بالتأكيد واليقين ان الله سبحانه وتعالى خلق الناس ليتعايشوا فيما بينهم في الجوار والتعامل بجميع أنواعه كالبيع والشراء والمداخلات التجارية والصناعية وغير ذلك فيما هو مشترك كالأعمال الوظيفية سواء الحكومية أو الأهلية، وتأتي في الأولوية العلاقات الإسلامية بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: (لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى) والعلاقات الانسانية بدليل قوله تعالى: (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) والحديث النبوي الشريف يقول: (المسلم من سلم الناس من لسانه ويده) هذه النواة والمبادئ للتعايش.. أليس كذلك أيها الاخوة وهذا ما كان ويكون عليه جميع خلق الله تعالى «الناس» في هذه الأرض الواسعة في جميع البلدان العربية والإسلامية والغربية والشرقية. وبهذه النواة والمبادئ يسود الأمن والأمان والخير والرخاء وهذا الوضع وهذه الحالة هي الذاتية الازلية للتعايش.. وهذا ما عايشناه منذ ولدنا وقبل ذلك الأجداد والآباء، تعايش اصحاب المذاهب المختلفة مع بعض كجيران ومعاملات وعمل وعلاقات وكل بمذهبه يؤدي المفروض والواجب في المسجد ومجالس الذكر والعلم وكما هو الحال وسيبقى كذلك إلا إن شذوذ النفس كالتطرف والمغالاة من مجموعة أصغر من أن تذكرحاولت ان تقلب المعادلة وبالذات في المسجد الذي يتجه إليه كل مسلم لعبادة الله تعالى من صلاة وذكر وقراءة القرآن الكريم مما جعل الأولية في الأمن من الحكومة والأهالي اقامة حراسة حول كل مسجد.. وها نحن نرى من حولنا في سوريا والعراق واليمن قتل المسلم لأخيه المسلم عمدا وسفك الدماء على مدار الساعة وتدمير الثروات العمرانية والاقتصادية والمنشآت النفعية بحجة ورغبة في جنان الخلد والحورالعين، فهل الجنة والحور العين تأتيان على حصد الأرواح وتدمير الأرض أم تأتيان بالعمل الصالح وتعمير الأرض؟ فأين العقل المميز للخير والشر والسلم والحرب والأمن والأمان؟ وأين العدالة الإسلامية والعدالة الاجتماعية التي بها مجتمعة تتحقق النواة والمبدأ للتعايش الأهلي والوطني والعربي والإسلامي وفي العالم بأسره. بهو التعايش أضم صوتي إلى أصواتكم أن يكون إن شاء الله تعالى هذا الشذوذ في نهاية عصره ويرتدع من لم يزل في تفكيره هذا المسلك ليعم الأمن والأمان والسلام والخير لبلادنا العزيزة وبلاد العرب والمسلمين.