تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي من أكثر المواقع ترويجا للشائعات وأكثرها استجابة لانتشار الشائعات، حيث يتداول المستخدمون لها مقاطع او صورا بجانب منشور وسرعان ما تأتي الردود والتفاعل حين يكون الموضوع ذا طابع مثير، ولعل أبرز ما تم تداوله مؤخرا مقطع الفيديو الذي يظهر فيه رجل وهو يعتدي على امرأة وشخص مسن، وتفاعل المستخدمون معه وأطلقوا وسما أصبح ضمن الأكثر تداولا بالسعودية، وهو #شابعاقيضربامهوابوه_بالرياضِ، وأعلن المتحدث لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية خالد ابا الخيل أن الجهات الأمنية ستلقي القبض على الشخص وتحيله للجهات المختصة، ليتضح بعد ذلك أن والد الشاب متوف وأمه بمدينة أخرى وأن القصة مختلفة تماما عما نشر بالوسم. فقد تبين أن الشاب تعرض لحادث مروري والطرف الآخر فر من موقع الحادث، ونزل الشاب لكي يمسك به وهو منفعل، ليتفاجأ بزوجته وخال الزوجة اللذين حاولا إعادته إلى المركبة وتهدئته وواجهوا رفضا شديدا منه أدى إلى اعتدائه على زوجته بسبب عدم امتثالها لأمره بالعودة إلى السيارة، وقام الشاب بمراجعة الشرطة برفقة زوجته وخالها، وتم أخذ الأقوال عليهم وإيداعه بالتوقيف بتهمة الاعتداء على زوجته وتحويل أوراق القضية إلى هيئة التحقيق والادعاء العام. وأشار المحامي محمد التركي الى أن نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية يجرم نشر المقاطع في مواقع التواصل الاجتماعي بدون التثبت من صحتها او صحة ما حدث في هذه المقاطع، وقال في حديث خاص ل «اليوم»: هناك عقوبات مغلظة لتلك الأفعال، فقد اشارت الفقرتان الرابعة والخامسة من هذا النظام الى عقوبة نشر المواد دون التثبت من صحتها او صحة ما حدث بها، كما حدث في وسم #شابعاقيضربأمهوأبوه_بالرياض، وهي السجن لمدة لا تزيد على سنة وبغرامة لا تزيد على خمسمائة الف ريال او بإحدى العقوبتين لكل من يمس حياة الآخرين عن طريق استخدام الهواتف النقالة المزودة بكاميرا أو التشهير بالآخرين، وإلحاق الضرر بهم عن طريق وسائل تقنية المعلومات المختلفة. حيث ان هيئة التحقيق والادعاء العام هي التي تتولى التحقيق في مثل هذه الجرائم والمحاكم الجزائية في القضاء العام وهي المختصة بنظرها، وذكر التركي أن العقوبة غالبا يقدرها القاضي بناء على الضرر الذي حصل فتزيد وتصل للحد الأقصى حال كان الضرر كبيرا، ويجبر مرتكب هذا الفعل على الاعتذار بنفس الوسيلة التي قام بنشر المادة او المقطع فيها. وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد شهدت العديد من الشائعات ووصل بعضها لأشخاص يقومون بتمثيل دور مرضى السرطان ليتم طلب تبرعات من بعض متابعيهم، وتم اكتشاف ذلك بعد مرور أكثر من سنة وتبين أن الصور التي يستخدمها بعض هذه الحسابات هي لأطفال خارج السعودية يعانون أمراض السرطان. ويطالب العديد من الخبراء موقع تويتر بمراجعة مضمون المحتوى الذي ينشر فيه ومحاربة الأخبار الوهمية او الشائعات والتي تساهم بانتشارها بشكل كبير في وسائل التواصل الاجتماعي.